كابول ـ أعظم خان
نجحت قوات الأمن الأفغانية في إحباط هجوم انتحاري، عندما تمكنت من قتل شخص قبل أن يفجر نفسه صباح الأحد خارج مقر مديرية الأمن القومي الأفغانية، وذلك في الوقت الذي شهدت فيه البلاد ثلاث هجمات أخرى. وأكدت مصادر أمنية رسمية أن "أحد جنود الحرس عند مدخل مقر قيادة الأمن القومي، قام بإطلاق النار على رجل بعد أن رفض أن يخرج من سيارته بالقرب من منطقة وزيرأكبر في العاصمة الأفغانية". وفي اليوم نفسه وقعت ثلاث هجمات انتحارية منفصلة في اثنين من محافظات المنطقة الشرقية، أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة سبعة مدنيين. وقد أعلنت حركة طالبان "مسؤوليتها عن تلك الهجمات"، ولكنها ذكرت أنه "لا علم لها بحادثة مقر الأمن في كابول". يذكر أن محاولة الهجوم التي جرت الأحد في كابول، هي ثاني محاولة تستهدف مقر قيادة الأمن في كابول خلال الشهرين الماضيين. ففي كانون الثاني/يناير الماضي، قام ستة رجال بمهاجمة المبنى، وقتلوا اثنين من جنود الحرس. وجاء ذلك الهجوم في أعقاب فشل محاولة اغتيال رئيس قيادة الأمن القومي في كانون الأول/ ديسمبر العام 2012 الماضي. وفي حوالي الساعة التاسعة من صباح الأحد، اقتربت سيارة من طراز "تويوتا برادوا"، من مقر قيادة الأمن القومي القريب من مقر الكثير من البعثات الدبلوماسية والوزارات الحكومية والقواعد العسكرية في العاصمة الأفغانية. وقال نائب قائد الشرطة الإقليمي في كابول، داود أمين إن "أحد أفراد الحرس عند البوابة اشتبه في الرجل، وطلب منه النزول من السيارة، ولكنه رفض الأمر الذي اضطر الجندي إلى إطلاق النار على الانتحاري". وأضاف أن "السلطات عثرت على متفجرات حول جسم الانتحاري وداخل سيارته". وكانت تقارير صحافية سابقة قد أشارت إلى أن "ثلاثة من الانتحاريين كانوا في السيارة، وأن أحدهم هرب وخرجت الشرطة لملاحقته، إلا أن داود أمين أنكر صحة تلك التقارير". وقد تزامن هذا الهجوم في كابول مع الهجمات الانتحارية الثلاث التي وقعت في المنطقة الشرقية في أفغانستان القريبة من الحدود الباكستانية. ففي السابعة صباحًا شهد إقليم نانغارهار الشرقي، قيام شخص انتحاري داخل سيارة بقتل اثنين من الجنود، وإصابة ثلاثة أفراد آخرين عندما قام بتفجير نفسه في منطقة جلال آباد عاصمة الإقليم. جاء ذلك على لسان متحدث رسمي باسم الإقليم. وفي الوقت نفسه تقريبًا، وفي حي بول العلم المجاور لإقليم لوغار، قام انتحاري داخل سيارة ميني باص صغيرة بتفجير عبوة ناسفة، أسفرت عن إصابة ثلاثة من رجال الشرطة. وقال مصدر رسمي إنه "بعد ما يقرب من ساعتين من ذلك الحادث، وفي حي باراكي بارك في لوغار، قام انتحاري ثالث، حاول دخول مكتب الحي الحكومي مشيًا على الأقدام، بتفجير نفسه، مما أصاب حارس أمن". وقد أكد المتحدث باسم طالبان، ظبي الله مجاهد أن "الحركة كانت وراء تلك الهجمات التي وقعت في لوغار ونانغارهار، ولكنه نفى علمه بهجوم كابول". وكان أخر هجوم كبير وقع في العاصمة كابول خلال كانون الأول/ديسمبر الماضي، وقد شارك فيه عدد من الانتحاريين والرجال المسلحين الذين اشتبكوا مع قوات الأمن في معركة استمرت ثماني ساعات في مقر قيادة شرطة المرور. وقد أسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة من الضباط.