الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
علنت قطر الاثنين في جلسة مؤتمر المانحين المنعقد حالياً في الدوحة تبرعها بنصف مليار دولار لصالح إعمار دارفور، كما أعلنت دول أخرى غربية وعربية وآسيوية دعمهما وإسهامها لصالح تنمية دارفور، وقالت مصادر إن السويد تحفظت وتحدثت عن ضرورة معالجة قضايا من بينها معالجة ملف حقوق الإنسان في السودان ومعالجة جذور الأزمة في الإقليم ، كما أشارت الولايات المتحدة الأميركية في جلسة الاثنين إلى أنها ملتزمة بدعم العملية السلمية في الإقليم المضطرب منذ العام 2003 ، فيما أشار الوفد الفرنسي في المؤتمر إلى أنه لا يملك تفويضاً من حكومته بالإسهام في إعمار دارفور. وأكد وزير الدفاع السوداني الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، استعداد القوات المسلحة لإعادة التوازن والتصدي لكل الأعمال العدائية التي تمارسها الحركات المسلحة الدارفورية في الإقليم، وأكد في لقاء جمعه معه والي شرق دارفور الجديد عبد الحميد موسى كاشا، قدرة القوات المسلحة لحسم الحركات المسلحة الرافضة للسلام. وتباحث وزير الدفاع السوداني مع كاشا في لقاء مطول بشأن الوضع في ولايته والترتيبات الأمنية التي تعدها القوات المسلحة للرد على الأحداث الأخيرة في شرق وجنوب دارفور، فيما أكد كاشا التزام حكومته بالوقوف إلى جانب القوات المسلحة ودعمها في أداء مهامها في ولايات دارفور الكبرى. وكانت حركة تحرير السودان جناح مني أركومناوي هاجمت الأيام الماضية مناطق مهاجرية ولبدو في ولاية شرق دارفور، وطلبت من المواطنين في مهاجرية مغادرة المنطقة باعتبارها أرضاً محررة تتبع للجبهة الثورية. وقال مستشار الرئيس السوداني السابق المهندس عبد الله على مسار، في تصريحات لـ"العرب اليوم"، إن الملف الأمني في دارفور يحتاج إلى معالجات فورية بعد انتشار حركات التمرد، مضيفاً أن الأمر يحتاج إلى تقوية الجيش ودعمه بقوات مساندة من عناصر الدفاع الشعبي ومخابرات حدود مع وجود حكومات قوية، لافتا إلى أن تصريحات وزير الدفاع لابد أن تتبعها ترتيبات عاجلة وبدعم سياسي من ولاة مقتدرين، وعبر مستشار الرئيس السابق عن عدم تفاؤله بتحقيق مؤتمر المانحين المنعقد في الدوحة لإعمار وتنمية دارفور لغاياته، لأسباب من بينها أن أغلب الشرائح الأساسية في دارفور لم تحضر أو تشارك في المؤتمر، مضيفا أن المانحين مواقفهم متباينة بشأن دعم قضية دارفور كما أن السند الغربي لن يكون كبيراً بالنظر إلى مواقفه الكلية من قضايا السودان، كما أن العرب تشغلهم الآن مشكلات سورية واليمن ومصر وكلها قضايا يمكن أن تؤثر سلباً في التفاعل مع قضية دارفور التي ما عادت في صدارة اهتمامات الغرب. وفي تطور آخر اعتبرت حركة العدل والمساواة الدارفورية مؤتمر المانحين المنعقد في الدوحة حالياً التفافاً على قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بفرض الرقابة على الحكومة السودانية لسبب الحرب الدائرة في إقليم دارفور، وأشار الناطق الرسمي للحركة جبريل آدم بلال إلى محاولات بعض الدول للالتفاف على قرارات الشرعية الدولية وتوفير الدعم للحكومة السودانية، واعتبر كل من ساهم فيما عرف بمؤتمر المانحين في الدوحة يعتبر مساهماً بشكل مباشر في دعم مواصلة حرب الحكومة السودانية على شعبها في الأقاليم المنكوبة، كما استنكر الناطق الرسمي للحركة محاولة الوساطة المشتركة إقحام اسم حركة العدل والمساواة في سيناريو التوقيع على اتفاق الدوحة مع الحكومة السودانية في اليوم السابق لانعقاد المؤتمر، وقال ليست حركة العدل والمساواة من توقع على مثل هذه الاتفاقيات كاشفاً عدم صحة توقيع الحركة على أي اتفاق في التاريخ المذكور وعدم مشاركتها فيما يعرف بمؤتمر المانحين المنعقد في الدوحة، واعتبر إصرار الوساطة على توقيع مجموعة صغيرة منشقة عن الحركة باسمها يؤكد إصرارها على المضي في الطريق الخاطئ ويشكك في نوايا الوساطة وعدم صدقيتها. وقال أمين العلاقات الخارجية في الجبهة الثورية ياسر عرمان في بيان له إنه بالإضافة إلى المتأثرين بالصراع في دارفور فإن هناك قرابة مليون من المشردين واللاجئين في منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق التي تجعل مجموع الذين هم في احتياج إلى المساعدات الإنسانية نحو 4.5 مليون نسمة، وناشد عرمان الذين يحضرون المؤتمر والذين يهتمون بشعب السودان وقضية السلام والديمقراطية، إرسال رسالة واضحة إلى حكومة السودان لاتباع نهج جديد من شأنه معالجة أزمة دارفور بطريقة شاملة لتحقيق الديمقراطية والعدالة والمصالحة والتوافق الوطني