غزة ـ محمد حبيب
أكد الناطق باسم "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" أبو عبيدة، أنّ "المقاومة الفلسطينية استفادت على الأصعدة كافة من معركة (الفرقان)، وبنت على إنجازها وراكمت خبراتها واستنتاجاتها، وعملت بالليل والنهار بجد واجتهاد، لتصل إلى انتصارها بمعركة (حجارة السجيل)". وأوضح عبيدة في تصريح صحافي، الأحد، لمناسبة الذكرى الرابعة لـ"حرب الفرقان" – الحرب الإسرائيلية على غزة 2008 – 2009 - أنّ "كتائب القسام بدأت بعد حرب الفرقان مرحلة جديدة وفريدة من الإعداد الصامت والعمل الدؤوب وصولاً إلى معركة حجارة السجيل – الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة - التي سجّلت فيها المقاومة إنجازًا جديدًا مركبًا غير مسبوق كما شهد العالم أجمع، وإن الأيام أثبتت أنّ ما بعد (معركة الفرقان) ليس كما قبلها، فمرحلة ما بعد المعركة تترجم بوضوح حجم الخيبة والفشل الذريع الذي مني به الاحتلال من وجوه عدة، أهمها أنّه بات واضحًا حتى اللحظة الأخيرة من العدوان، وحتى بعد إعلان الاحتلال وقف إطلاق النار أن المقاومة لم تتوقف عن قصف مواقع العدو بالصواريخ" وقال القيادي الحمساوي "بعد الفرقان، بدأت الأصوات تتعالى في الكيان الصهيوني حول الفشل في تحقيق الأهداف المعلنة وغير المعلنة من الحرب، وفي طليعتها إسقاط (حماس) وحكومتها، واستئصال جيشها المقاوم، والأشهر والأعوام التالية للحرب أثبتت سقوط ما قال العدو إنها قوة الردع التي حققها فيما سماه عملية الرصاص المصبوب، فالمقاومة كانت ترد على الاعتداءات المتكررة على القطاع بشكل مدروس ومحكم وموجع في كثير من الأحيان، وبادرت المقاومة في بعض الجولات إلى الرد بالصواريخ بمستويات مختلفة"، مشيرًا إلى أنّ "المقاومة وكتائب القسام، خاضت بعد المعركة تحديدًا مفاوضات غير مباشرة بندّية كاملة وباقتدار وإصرار حول تبادل الأسرى، وعاد العدو ليرضخ لمنطق وشروط المقاومة، في حين كان يضع ضمن أهدافه في الحرب على غزة 2009م تحرير شاليط من دون ثمن، وقد أثمرت هذه المفاوضات صفقة وفاء الأحرار التاريخية المشرّفة في الثامن عشر من تشرين الأول/أكتوبر 2011". ووصف أبو عبيدة "حرب الفرقان" بالمواجهة الأضخم في حجمها وشكلها وطبيعتها مقارنةً بالمواجهات التي عاشها الشعب منذ قدوم الاحتلال، كما أنها المعركة الأولى من نوعها التي تخوضها المقاومة في تاريخها، وقد تداخلت في تلك المعركة معطيات كثيرة جعلت منها أسطورة فريدة تسجل في تاريخ المقاومة الفلسطينية وشعبنا المرابط"، مشددًا على أنّه "بالرغم من ضخامة وهمجية الحرب الصهيونية، وبالرغم من عظم التضحيات التي قدمها شعبنا والمقاومة في آن معًا، إلا أن المقاومة سجلت علامة فارقة مضيئة أذهلت العدو وجعلت غزة ورجالها الرمز والنموذج الحي الماثل أمام كل طلاب الحرية والكرامة، وأنّ المعركة كانت نقطة تحول في تاريخ المنطقة، إذ كان صمود غزة ونهجها المقاوم نبراساً وشعلة لثورات الحرية التي اجتاحت العالم العربي ولا تزال، فاستلهمت الشعوب من غزة ومقاومتها الدروس والعبر، وصدّرت غزة للعالم نظرية إسقاط الطغيان وتحطيم أسوار الذل والعبودية للظالمين". واعتبر الناطق باسم "كتائب عز الدين القسام"، أنّ "(معركة الفرقان) كان لها أثر مهم في دفع المقاومة الفلسطينية، وفي طليعتها (القسام) للعمل الجاد والإعداد الفعال لمواجهة الموجات الارتدادية التالية من العدوان الإسرائيلي، وكنا ندرك أن العدو سيعيد الكرّة ولو بعد حين، وذلك لأنه فشل فشلاً ذريعًا واضحًا لكل مبصر، وبعد أن انقشع غبار معركة الفرقان، أدرك قادة الاحتلال أن شارات النصر الموهوم التي حرص العدو على رفعها من فوق الدبابات المندحرة عن حدود غزة، لم تكن سوى فبركات اعلامية للاستهلاك الداخلي في معركة انتخابية كانت على الأبواب، فمع خروج دبابات العدو من غزة بعد معركة استمرت 22 يومًا، بدأت تتكشف حقائق الانجاز الصوري الذي خرج به العدو، وأنه لم يكن سوى قتل الأبرياء وزراعة الدمار والخراب والإفساد في الأرض". وختم الناطق باسم القسام "مناسبة ذكرى معركة الفرقان تحتاج إلى الكثير من الوقفات أمامها ودراسة دلالاتها وأبعادها على المستويات، وتستحق أن نقف إجلالاً أمام شهدائها الأبرار الذين أسقطوا بدمائهم الزكية أهداف العدوان، وسطروا أروع الملاحم، وكذا لشعبنا المرابط المعطاء الذي قدّم كلّ شيء من أجل أن يكتب هذا التاريخ الناصع الذي سيسجل على صفحات التاريخ بمداد من دمٍ ونور".