رام الله ـ امتياز المغربي
أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقوات الجيش بإخلاء النشطاء الفلسطينيين المتواجدين في قرية باب الشمس التي أقاموها في المنطقة الموجودة بين معالي أدوميم والقدس، وبشكل فوري. وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو:" إن دولة إسرائيل ستتوجه هذا المساء إلى محكمة العدل العليا الإسرائيلية بطلب إلغاء الأمر الذي أصدرته المحكمة والذي يؤخر عملية الإخلاء في قرية باب الشمس، وحتى تتخذ محكمة العدل العليا قرارها في هذا الصدد، وأوعز نتنياهو بإغلاق الطرق المؤدية إلى المكان من أجل منع احتشاد الفلسطينيين بشكل كبير، وفي هذه المرحلة تم الإعلان عنه منطقة عسكرية مغلقة". وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أقدمت السبت على منع عدد من المسؤولين الفلسطينيين من الدخول إلى قرية باب الشمس الفلسطينية التي تم تشييدها الجمعة في المنطقة المسماه "A1" قرب القدس المحتلة والتي تنوي الحكومة الإسرائيلية مصادرتها لبناء مستوطنة فيها. وقال مواطنون فلسطينيون إن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت عضوي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتورة حنان عشراوي، والدكتور أحمد مجدلاني من الوصول إلى قرية باب الشمس، وعدد آخر من المسؤوليين الفلسطينيين. وأشار المواطنون إلى أنَّ الجنود المتمركزين على حاجز الزعيم العسكري قرب القدس المحتلة منعوا المسؤولين والمتضامنين الذين وصلوا للتضامن مع القرية من الوصول إلى "باب الشمس"، بذريعة أن المنطقة عسكرية مغلقة. ومن ناحيتها قالت حنان عشراوي:" إن جنود الاحتلال الإسرائيلي رفضوا السماح لنا بدخول القرية حتى سيرًا على الأقدام بحجة أن المنطقة عسكرية مغلقة، ولكن مجموعة من الشبان تمكنت من إدخال الغذاء والماء للموجودين داخل القرية والذين باتوا محاصرين فيها". وأضافت:" أن هذه التصرفات الاحتلالية الواضحة ضد القرية الوليدة ومحاولة عزلها ومنع التواصل معها يجب وضع حد لها، خصوصًا ما يتعرض له الشبان في باب الشمس الذين يتضامن معهم كل أبناء الشعب الفلسطيني، وأن مثل هذه الروح من الإصرار والصمود والبقاء هي عنوان للشرف الفلسطيني والنضال الفلسطيني". ومن ناحية أخرى أكدت جبهة النضال، في بيان لها، مساء السبت، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تحتجز مجدلاني على حاجز الزعيم، وأنها فتشت مركبته وسحبت بطاقة الـVIP خاصته". وقالت الجبهة:" إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم بحملة واسعة على الطرق المؤدية إلى منطقة باب الشمس، وذلك لعرقلة وصول المتضامنين وبهدف الاستفراد بالمتواجدين هناك في مرحلة تالية لترحيلهم، محذرة من عواقب خطوات قد تقدم عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي". وشرع ما يقرب من200 ناشط فلسطيني بإقامة خيام بدعوة من الحملة الشعبية لمقاومة الاستيطان والجدار ولجان المقاومة الشعبية، على الأراضي التي من المخطط أن تقوم إسرائيل ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية عليها، والتي ستفصل شمال الضفة الغربية عن القدس وجنوبها. ومن جهته قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي( والمتواجد في قرية باب الشمس الآن) إن إنشاء باب الشمس هو مجابهة للواقع الإسرائيلي، ونحن بصدد أنشطة ومبادرات شعبية مماثلة لإنشاء بيوتنا في أراضينا ليس بإذن من الاحتلال الإسرائيلي إنما بإذن من الشرعية الدولية". أما الناشط في المقاومة الشعبية صلاح الخواجا فقال:" إن "باب الشمس" هي تأكيد على حق الشعب الفلسطيني في أرضه، وهي جزء من الكفاح والصمود الفلسطيني أمام التوسع الاستيطاني في مناطق الضفة الغربية". وأكد الخواجا على أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاول ابتزاز الناشطين والمقيمين في القرية لكن المقاومة الشعبية وجدت لتبقى. واستوحى النشطاء اسم القرية، من رواية"باب الشمس" للكاتب اللبناني إلياس خوري، التي تجسد النكبة الفلسطينية، من خلال المقاوم الفلسطيني "يونس" الذي يترك زوجته في الجليل، ويلتحق بالمقاومة في لبنان، وكان يونس يتسلل من لبنان إلى الجليل ليقابل زوجته بمغارة "باب الشمس" ويعود مرة أخرى لينضم إلى تنظيم المقاومة في لبنان. من ناحيته قال الناشط هارون أبو عرة إن قوات الاحتلال سارعت بإغلاق الطرق الرئيسية لمنع وصول الوفود ومن يريد أن ينضم للقرية، ويوجد نحو 200 من النشطاء يسكنون في 20 خيمة، بينها عيادة طبية، ومجلسا قرويًا ومركزًا إعلاميًا. وقال بيان صدر للنشطاء من اللجان الشعبية والفصائل الوطنية : "نعلن نحن أبناء فلسطين، من كل أرجائها، عن إقامة قرية (باب الشمس) بقرار من الشعب الفلسطيني، بلا تصاريح الاحتلال، وبلا إذن من أحد، لأنها أرضنا ومن حقنا إعمارها". وأضاف: "لقد اتخذنا قرارًا بإقامة قرية باب الشمس على أراضي ما يسمى منطقة (إي 1)، التي أعلن الاحتلال قبل شهور عن نيته إقامة 4000 وحدة استيطانية عليها، لأننا لن نصمت على استمرار الاستيطان والاستعمار في أرضنا، ولأننا نؤمن بالفعل وبالمقاومة، نؤكد أن القرية ستصمد إلى حين تثبيت حق أصحاب الأرض على أراضيهم". كما أشاد رئيس الوزراء سلام فياض بمبادرة اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في إقامة قرية "باب الشمس" على أراضي الطور المهددة بالمشروع الاستيطاني "E1"، واعتبر أنها تؤكد مدى تمسك شعبنا بحقوقه الوطنية وأرضه واستعداده لحمايتها. فيما أوضح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور صائب عرقات أن قرية بوابة الشمس تأكيدًا لسعي الشباب الفلسطيني في الحفاظ على مبدأ الدولتين، وأن السلام والاستيطان متوازيان لا يلتقيان، وأن على الحكومة الإسرائيلية الاختيار بين السلام والمستوطنات فلا يمكن لها أن تجمع ما بين الأمرين.