القدس المحتلة ـ منى قنديل
حذرت "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات" من "مشروع تهويدي جديد باسم "متنزه سقف السوق"، يستهدف أسطح المباني في القدس القديمة، من خلال إنشاء متنزه ومسار سياحي طويل للمستوطنين والسياح، على أسطح سوقي اللحامين والعطارين في البلدة القديمة في القدس المحتلة"، مشيرة إلى أن "المشاريع والخطط التهويدية، شملت كافة مناحي ومعالم القدس، فالقدس باتت مليئة بالمعالم والحدائق التهويدية التلمودية". في بيان تلقت "العرب اليوم" نسخة عنه، اعتبرت الهيئة ".. "متنزه سقف السوق" بؤرة استيطانية جديدة تقام في قلب القدس، لخدمة أغراض المستوطنين وتسهيل حياتهم اليومية، مقابل إعاقة المقدسيين العرب في المدينة وإحالة حياتهم إلى جحيم"، مؤكدة على أن "مثل هذا المشروع سيزيد من تهويد البلدة القديمة من القدس ويغيير المشهد العام لها، ويضفي على الأحياء العربية منذ مئات السنين طابعًا جديدًا غريبًا عن عروبة الأسواق ومشهدها". ومن ناحيته، قال الأمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى: إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تنفذ العديد من المخططات والمشاريع في آن واحد، لتكريس سيطرتها على القدس والمسجد الأقصى المبارك، فالاقتحامات اليومية للمسجد يرافقها عمليات الحفر والتهويد أسفل البلدة القديمة، ويقابلها إنشاء الكنس والحدائق والمتنزهات التهويدية في قلب البلدة وعلى حساب العرب المقدسيين ومنازلهم فيها. أساليب تهويدية علنية لتحويل القدس تدريجيًا إلى مدينة يهودية بطابعها ومشهدها ومعالمها، منوهًا إلى "مواصلة عمليات الاستيطان المسعورة في قلب القدس ومحيطها وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي كان آخرها المصادقة على بناء 900 مسكن في مستوطنة أبو غنيم شرقي المدينة المقدسة"، مؤكدًا على "عزم ومضي دولة الاحتلال الإسرائيلي بسياساتها التهويدية وإعاقة عملية السلام في المنطقة". ودعت الهيئة في بيانها مؤسسات المجتمع الدولي الخاصة بالتراث والحضارات وعلى رأسها منظمة اليونسكو إلى "التدخل الفوري والسريع لإنقاذ البلدة القديمة في المدينة المقدسة من براثن التهويد والتدمير". وأكدت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة "رفضها التعاطي مع مشروع للشركة العامة للسياحة في دولة الاحتلال القاضي ببناء متنزه "تييلت" فوق سوقي اللحامين والعطارين في البلدة القديمة من القدس. وأكدت الأوقاف على "لسان مديرها العام الشيخ عزام التميمي، أنها باشرت بإجراءات قضائية لإحباط المشروع، كما وضعت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، في تفاصيل هذا المشروع التهويدي، الذي يستهدف إقامة ممرات للمستوطنين داخل البلدة القديمة". وشددت الأوقاف على أنها "ستتصدى لهذا المشروع، ولن تسمح لأي كان بالاعتداء على ممتلكاتها الوقفية في البلدة القديمة، بما في ذلك أسطح الأسواق، باعتبارها أملاكًا وقفية في غالبيتها العظمى". وكانت الشركة "الإسرائيلية للسياحة العامة"، أرسلت أخيرًا مذكرات لتجار سوقي اللحامين والعطارين تطلب فيها منهم التعاون مع طواقم هندسية سترسلها الشركة قريبًا إلى السوقين، لفحص الوضع الهندسي والعمراني لمحلاتهم من الداخل، وفوق سطح تلك المحلات، كما ورد في نص تلك المذكرات التي وزعت على تجار السوقين. ومن ناحيتهم، أكد أصحاب المحال التجارية في السوقين "رفضهم التعاون مع الطواقم الهندسية، التي سترسلها الشركة للقيام بعمليات الفحص لمحلاتهم، وأنهم لن يسمحوا لها بدخول تلك المحلات حتى لو اضطروا إلى إغلاقها".