الرباط ـ منال وهبي
رفع المغرب درجة الاستنفار الأمني على حدوده مع الجزائر وموريتانيا، تحسبًا لتسلل "جهاديين" فارين من الحرب في شمال مالي بعد تدخل القوات الفرنسية والأفريقية، في سابقة تنذر بمخاوف من تحريك هؤلاء المقاتلين المتشددين حال تسللهم للمغرب خلايا "نائمة" للقيام بعمليات تخريبية تستهدف مراكز حساسة بالمغرب. وذكرت تقارير إخبارية، الأربعاء، أن "هذا الإجراء جاء على خلفية اعتقال السلطات الجزائرية قبل أسبوع، خلايا تحوم حولها شبهات بشأن تقديمها مساعدات للمقاتلين الفارين من حرب مالي تسهل لهم التسلل إلى الأراضي الجزائرية"، فيما نفت بعض المصادر المغربية ما تردد عن وجود استنفار أمني على الحدود الجزائرية الموريتانية، معتبرة أن "التهديد الذى يمثله الجهاديون الفارون من مالي بالنسبة للمغرب، لا يرقى إلى درجة التأهب على اعتبار أن المغرب ليست لها حدود مشتركة مباشرة مع مالي، بالمقارنة مع الجزائر وموريتانيا، وأن أجهزة الأمن المغربية كانت قد أجرت تحقيقات مع مجموعة من المحسوبين على التيار "السلفي الجهادي" الذين تم استدعاؤهم والاستماع إليهم ثم أطلق سراحهم من دون أن توجه إليهم اتهامات، وهو ما اعتبر بمثابة خطوة احتياط". وعن موقف السلفيين المغاربة من الحرب في شمال مالي، فقد أجمع شيوخ السلفية في المغرب على أن "حرب فرنسا في مالي (حرب صليبية)"، مكفرين المتعاونين مع باريس، حيث كفر أحد رموز السلفية المعروفين عمر الحدوشي، على صفحته "فيسبوك" كل من تعاون مع الفرنسيين في حربهم على مالي معتمدًا على فتوى لعبدالعزيز بن باز أحد كبار رموز الوهابية, ومفتي السعودية سابقًا الذي يقول "أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم". واعتبر محمد رفيقي الملقب بـ"أبو حفص" التعاون مع "هؤلاء المحتلين إثمًا لا يقل عن إثم الفرنسيين, فلا يجوز بأي حال من الأحوال مظاهرة ومناصرة هذه القوى الاستعمارية في اعتدائها على بلاد المسلمين"، فيما قال الخبير في الجماعات الإسلامية محمد ظريف إن "موقف السلفيين المغاربة الأربعاء في ما يجري في مالي, لا يختلف عن موقفهم، حين أعلنت أميركا الحرب على القاعدة وأفغانستان بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001، وأنهم يعيدون الموقف نفسه, حيث يعتبرون المتعاونين مع الغرب في حربه على المسلمين كافرًا وخائنًا، مع وجوب رد اعتداء الغرب ومساعدة المسلمين". وتداول مواقع التواصل الاجتماعي أخيرًا "يوتيوب"، شريطًا يظهر فيها مجندون مغاربة في سورية ومالي، وهم يحملون أسلحة أو يشاركون في معارك، في إشارة إلى الدعوة للجهاد في مالي وسورية.