لندن ـ مادلين سعادة
تواجه رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، تمردا من المعارضين للاتحاد الأوروبي في صفوف حزبها، بعد أن أعلنت عن خططها للتفاوض على علاقات تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي، عقب الخروج البريطاني العام المقبل، فقد استقال وزير الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ديفيد ديفيز، ووزير آخر هو ستيف بيكر، من منصبيهما الأحد، فيما يمثل لطمة لرئيسة الوزراء، وبدأ بعض أعضاء حزبها يطالبون بتغييرها.
وفيما يلي شرح لكيفية عزل ماي من منصبها إذا واجهت اعتراضا على قيادتها للحزب:
الظروف التي يمكن أن يحدث فيها تنافس على الزعامة
من الممكن أن يبدأ الاعتراض على زعامتها للحزب إذا ما أرسل 15 في المائة من أعضاء الهيئة البرلمانية لحزب المحافظين رسائل إلى رئيس لجنة تسمى "لجنة 1922" في الحزب. ولحزب المحافظين في الوقت الحالي 316 عضوا في البرلمان، ولذا يتعين أن يشارك 48 منهم في كتابة مثل هذه الرسائل لتحدي ماي، وما إن يحدث ذلك حتى يعلن رئيس اللجنة بدء التنافس ويطل بترشيحات لمن يتحدونها.
إمكانية حدوث ذلك لماي
رئيس لجنة 1922 هو الشخص الوحيد الذي يعرف على وجه الدقة عدد أعضاء البرلمان، الذين قدموا رسائل يطالبون فيها بسحب الثقة من ماي، غير أن بعض المعارضين للوحدة الأوروبية بين أعضاء البرلمان بدأوا تقديم رسائل لرئيس اللجنة احتجاجا على استراتيجيتها في التفاوض على انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.
ماذا سيحدث خلال التصويت على سحب الثقة؟
إذا تمت الدعوة للتصويت على سحب الثقة من ماي فسيصبح في مقدور كل أعضاء البرلمان العاملين من حزب المحافظين التصويت لصالح رئيسة الوزراء أو لإسقاطها، وإذا فازت ماي في أي اقتراع على الثقة بها تبقى في منصبها. أما إذا خسرت فستضطر للاستقالة ولا يسمح لها بترشيح نفسها للزعامة في الانتخابات الحزبية التالية.
السرعة التي يمكن أن يتم بها التصويت على سحب الثقة
في آخر تصويت على سحب الثقة من زعيم للحزب أثناء وجوده في المنصب عام 2003 أعلن رئيس لجنة 1922 في 28 تشرين الأول/أكتوبر أنه تلقى رسائل تكفي لإجراء التصويت وأجري التصويت في اليوم التالي.
وإذا خسرت ماي التصويت فسيحدث تنافس على الزعامة، وإذا تم تقديم أسماء مرشحين عدة لقيادة الحزب فسيحدث التصويت بين الأعضاء البرلمانيين في حزب المحافظين لاستبعاد أقل المرشحين أصواتا، ثم تعاد الكرة حتى يتبقى مرشحان اثنان، ثم يطرح اسما هذين المرشحين في تصويت عام يشارك فيه كل أعضاء الحزب ويصبح الفائز منهما زعيما للحزب.
وفي أعقاب قرار رئيس الوزراء السابق، ديفيد كاميرون، التنحي عن رئاسة الوزراء وزعامة الحزب في أعقاب الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2016 رشح 5 من القيادات أنفسهم.
وانحصرت المنافسة في نهاية الأمر بين ماي وأندريا ليدسوم وزيرة الدولة آنذاك، لكن الأخيرة انسحبت من التصويت قبل إجرائه لتفوز ماي بالتزكية.