باريس ـ مارينا منصف
تعقد رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف، مارين لوبن، مؤتمرًا في ليل شمال فرنسا بعنوان "إعادة تأسيس الحزب"، بعد خسارتها في الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة أمام الرئيس إيمانويل ماكرون، ما أدى إلى تدهور شعبيتها. ويحضر المؤتمر ستيف بانون، وهو مستشار سابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويُتوقّع ألا يغيّر المؤتمر شيئًا، إلا اسم الحزب، في ما اعتبره والدها جان ماري لوبن، مؤسسه ورئيسه الشرفي، "جريمة". فمارين لوبن تريد إعلان الأسس الجديدة للحزب، بعنوان التمركز والانتشار والتحالف والإدارة السياسية. إذ تسعى إلى التمركز والانتشار محليًا، بعدما خسرت الكثير نتيجة مناظرتها التلفزيونية مع ماكرون، بين دورتَي الانتخابات عام 2017، إذ تبدّى للشعب الفرنسي ضعف معلوماتها وحججها السياسية.
وشهد حزب لوبن استقالات لقياديين، بدأت برحيل مَن كان الأقرب إليها وعمل نائبًا لها، فلوريان فيليبو الذي أسس حركة "لي باتريوت" (المواطنين). وسيُعاد انتخابها رئيسة للحزب، لأنها المرشحة الوحيدة، وعازمة على إثبات أن اليمين المتطرف لم يمت، على رغم خسارتها في انتخابات الرئاسة، فيما ستقدّم اقتراحات منبثقة من استشارة وجّهتها في تشرين الثاني (نوفمبر) إلى المنتمين للحزب، على أن تطرح على الأعضاء التصويت إلكترونيًا في غضون أيام حول تسمية الحزب "الجبهة الجديدة"، وهذا التغيير الوحيد المنتظر.
وكان الحزب عام 2015 ممثلًا بـ22 عضوًا منتخبًا في مجلس منطقة إيل دو فرانس، وباتوا 14 بعد الانتخابات البلدية الأخيرة. وقلّة من المنتمين إلى الحزب تثق بالمستقبل السياسي للوبن، إذ ترجّح أوساط أن يستقيل عدد لا بأس به من أعضائه وشخصياته بعد المؤتمر، إذ سيجدون أن إعادة التأسيس لا تعني شيئًا ولن تغيّر الكثيرن لكن الحزبيين الباقين عازمون على تحسين اختيار المرشحين لانتخابات البلدية المقبلة، بينما أوردت صحيفة "لوموند" أن لوبن الشخصية الأكثر "رفضًا" في فرنسا، بعدما خسرت 10 نقاط مئوية لدى الرأي العام.