بيروت – جورج شاهين
شارك رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل نجيب ميقاتي في حفل تكريم المدارس المتفوقة في الشهادات الرسمية في طرابلس، الجمعة، حيث استذكر عشية تكليفه، وأكد على نجاح مهمته في إبعاد الحرب الأهلية عن لبنان. وألقى الرئيس ميقاتي كلمة قال فيها "جرت العادة منذ سنين أن نتشارك معكم في الاحتفال بتكريم نخبة من الأساتذة الذين يحملون شرف مهمة تعليم الأجيال، هذه الأجيال التي تشكل مستقبل لبنان، وترسم معالم غده، الذي نتطلع إليه مشرقًا، واعدًا ومفعمًا بالأمل"، مؤكدًا أن "مسؤوليتكم اليوم في حماية هذه الأجيال من خطر التطرف والتعصب والانغلاق، هي مسؤولية وطنية وأخلاقية ودينية، في ضوء الانقسام السياسي الحاد والمؤسف، الذي يرغب أعداء لبنان في أن يتحول صراعًا يطيح في لحظة كل ما عمل اللبنانيون على تحقيقه منذ الطائف"، وأضاف "يصادف هذا اللقاء عشية 13 نيسان/أبريل، ذكرى الحرب اللبنانية المشؤومة، التي عاش اللبنانيون ويلاتها على مدى خمسة عشر عامًا ،هذه الحرب التي مثُلت أمامي بوضوح قبل عامين ونيف، فقبلت تكليفي تشكيل حكومة، لأني رأيت حينها أن كل الأسباب التي أدت بنا إلى الحرب الأهلية في العام 1975، ظهرت من جديد، ولذلك قلت يومها، وهذا ما يذكره الجميع، أن هدفي من ترؤس الحكومة هو منع الفتنة وحماية الاستقرار، وهذا ما عملت عليه جاهدًا، على الرغم من كل محاولات التوتير المتنقلة، والتي استطعنا احتواءها، حتى لا نصل إلى الانفجار الكبير". وأشار إلى أن "المناصب تذهب وتأتي، وتبقى العودة إلى الجذورِ، إلى منشَأنا طرابلس، حيث يشعر المرءُ بالانتماءِ والأمان، وهنا أقول لأبناء طرابلس أنه على الرغمِ من محاولاتِ التجريحِ والتعطيلِ والتحريضِ في كلِ يوم، لا بل في كل ساعة، وسعي البعض تكرارًا للإطاحة بأمن طرابلس، والعراقيل التي وضعت أمام طريق الاستثمار في مدينتنا، قمنا بالكثير من المشاريع"، مختتمًا كلمته بالقول "العمل السياسي هو عمل تراكمي، ولذلك فإننا أصبحنا بعد هذه التجربة أكثر التصاقًا بالوطن والناس ومشاكلهم، وازددنا إصرارًا على إكمال الطريق، من أجل تحقيق مشروع الوسطية والاعتدال، وبناء الدولة الحديثة القائمة على المواطنة والعدل وكرامة الانسان، أقف بينكم اليوم واحدًا منكم، آلم لآلامكم وأفرح لأفراحكم، أتطلع معكم صوب مستقبل مشرق، هنا أهلي وبيتي ومثواي، وهنا المنطلق والمرجع، عشتم، وعاشت طرابلس، وعاش لبنان". وكان الاحتفال برعاية "جمعية العزم والسعادة الاجتماعية"، لمناسبة عيد المعلم، وتكريمًا للمدارس المتفوقة في الشهادات الرسمية، في حضور شخصيات تربوية من القطاعين العام والخاص، وفي ختامه تم توزيع الدروع التذكارية على المكرمين.