بيروت ـ جورج شاهين
اعتبر الوزير اللبناني فيصل كرامي، في مؤتمر صحافي عقده في قصر آل كرامي في كرم القلة، وسط حشود من مناصريه، أن "المستهدف الحقيقي في الحادث الذي حصل الجمعة هو أمن طرابلس واستقرارها"، وقال: "نحن كلنا أبناء مدينة واحدة والحادث الذي حصل الجمعة وصفه الرئيس عمر كرامي وبشكل جازم بالغلطة، والمسامح كريم. أنا التزم موقف الرئيس كرامي وأكرره، بأن المستهدف الحقيقي هو أمن طرابلس واستقرارها والحمد لله نجت المدينة من فتنة كبرى"، فيما أضاف "نحن عائلة قدمت الكثير من أجل لبنان ومن أجل طرابلس، قدمنا الدماء والأرواح ولم نقصر بأصعب التضحيات، أنا ابن هذه العائلة وحياتي فداء طرابلس ولبنان". وجدد التأكيد على أن "رهانه الأول والأخير على الدولة وأجهزتها"، معتبرًا "أن الدولة مقصرة ومتأخرة وربما عاجزة، ولكن لن نغير رهاننا، وعليها أن تتحرك لمعالجة السلاح الفلتان في المدينة، لأن الناس لم تعد تطيق هذا الوضع ولأن الأمور عرضة لما هو أخطر. اليوم لدينا كبير في طرابلس هو الرئيس عمر كرامي استطاع أن يستوعب المحنة والصدمة وأن يحقن الدماء ولكن ليس في كل مرة تسلم الجرة". وردا على سؤال بشأن زيارة وفد الهيئات الإسلامية ولجنة الموقوفين الإسلاميين برئاسة الشيخ سالم الرافعي لدارة الرئيس كرامي ليلا، أجاب: "الوفد مكون من مشايخ وقيادات في طرابلس والشمال وليس من التبانة فقط، كما قيل، لقد زاروا الرئيس كرامي بحضوري مشكورين وكرروا ما قلناه في الإعلام بأن الحادث لم يكن ضد فيصل كرامي وهو غير مدبر وهو ابن ساعته. أنا غير مقصود، وهذا عشمنا بأولاد بلدنا وأنا من أبناء طرابلس ولا أصدق لا بالأمس ولا اليوم ولا غدا أن طرابلس ستقتلني، فأنا أصلا في حماية طرابلس والطرابلسيين، وأكرر شكري لحضور المشايخ ليلا وتأكيدهم على استقرار المدنية، وخاصة انهم يرفعون شعار الموقوفين الإسلاميين وهو شعار تبنيته شخصيًا منذ توليت المنصب الوزاري، والرئيس كرامي يحمل هذه القضية وهذا الملف بكل جوارحه منذ سنوات. وتذكرون أنني أول من أطلق على هؤلاء الموقوفين صفة الأسرى". وردا على سؤال بشأن السلاح المتفلت وما إذا كانت القيادات الطرابلسية ستشرع في حوار جدي لإيجاد حل لهذه المشكلة، قال: "هناك إجماع لدى كل الطرابلسيين ويجب استثماره في هذه اللحظة وأنا تلقيت اتصالات من كل الأطراف، من تيار المستقبل ومن الجميع في "8 و14 آذار" والكل مجموعين على استنكار هذا الفلتان المسلح في المدينة، وحتى بالأمس أعربت القيادات الإسلامية رغبتها بأن يحمل السياسيون هذه القضية لأنهم لا يريدون سوى حقوقهم ولا يبتغون لا حمل السلاح ولا القتال". وختم كرامي مكررا "ان هذه المسؤولية هي مسؤولية الدولة والأجهزة الأمنية، وطبعا الحكومة، وتحديدا القضاء الذي لدينا ملء الثقة فيه". واعتبر النائب في "قوى 14 آذار" مروان حمادة في حديث نشر له اليوم وفي سياق تعليقه على حادثة طرابلس، أنه "ستكون هناك محاولات لتصوير قيادات في "8 آذار" وكأنها تستهدف بالاغتيال والكمائن من قبل مجهولين ولكن في بيئة نعرف أنه يعبث بها أكثر من جهاز استخباراتي"، ورأى أن "الجهازين السوري والإيراني في طرابلس موجودان ونشيطان، ويعملان على تسخين الجبهات بين الأحياء عند الضرورة، وبين القيادات ربما كما بالأمس". وقال: "نحن على مقربة من انطلاق المحكمة الدولية، وسنشهد كما شهدنا في العامين 2007 و2008 عشية التمويل في لبنان، هجمة شرسة تستهدف المحكمة بدأت بوادرها تظهر في الصحف والتصريحات والمواقف والأحداث. تلك الجهات ستعمل على محاولة إما تأجيل المحاكمات إلى أجل غير مسمى أو إدراج نفسها وكأنها هي أيضا ضحية، ولا بد من مراجعة كل الملفات، وبالتالي إلغائها ربما، وإعادة كل شيء إلى لبنان حيث نعلم أن لا قضاء ولا أمن ولا سلطة سياسية حقيقية". ورد على كلام وزير الداخلية والبلديات مروان شربل بشأن جعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح، قال: "هذه نغمة سمعناها من قبل وتناقضت مع ما طالبت به كتلة المستقبل النيابية بأن ينزع السلاح من كل المدن. أن كلام شربل لن يطبق طالما لا يطبق في المناطق اللبنانية كافة". وسأل "كيف يمكن أن يقال لفئة من اللبنانيين أنه سينزع سلاحهم؟ وكيف يكون البعض تحت سلطة الدولة والبعض الآخر يتمرد ويقول إنه الدولة ولا يناقش بشأن سلاحه"؟ واعتبر أن هذه المواقف "فيها إهانة، أما لو تم تعميم نزع كل السلاح غير الشرعي فهذا يقوي السلاح الشرعي ويعطي لبنان قوة إضافية وليس قوة في ضعفه". واليوم تواصل تقاطر الوفود السياسية والشعبية إلى دارة الرئيس عمر كرامي، مهنئة بسلامة الوزير فيصل كرامي، ومن أبرز المهنئين عصر اليوم وزير الأشغال العامة غازي العريضي الذي نقل تحيات وتهاني رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط. وقال العريضي بعد اجتماع عقده مع الرئيس كرامي والوزير كرامي: "طبعا استنكار ما جرى هو أمر بديهي تم الحديث عنه في كل المواقف والتصريحات التقليدية وهي بالواقع صادقة، لكن أنا قلت لدولة الرئيس كرامي جئنا نهنئ تهنئتان، التهنئة الأولى بسلامة معالي الوزير فيصل صديق عزيز والحمد لله على سلامته وبلطف الله وعنايته لم يتعرض لأي مكروه مع أملي بالشفاء العاجل لكل الجرحى، والتهنئة الثانية هي لهذا الموقف الوطني الكبير والنبيل الذي أعلنه دولة الرئيس عمر كرامي. امتحان الرجال في الأيام الصعبة ومحك ومعدن الرجال يظهر في الأيام الصعبة وفي مواجهة المواقف التي تحتاج إلى قرارات والى شجاعة". كما التقى الرئيس كرامي والوزير كرامي، الوزير مروان خير الدين الذي نقل تهاني رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، وقال: "جئنا لتهنئة الصديق العزيز الوزير كرامي بالسلامة من محاولة الاغتيال الموصوفة التي جرت الجمعة، ونقول أن إصدار استنابات قضائية بحق المرتكبين هو خطوة جيدة لكن لا تكفي، وندعو كل الأجهزة الأمنية وفخامة الرئيس ميشال سليمان ودولة الرئيس نبيه بري ودولة الرئيس نجيب ميقاتي لإعطاء التعليمات الصارمة لسوق المرتكبين الى العدالة. كذلك استقبل كرامي المرشح السابق نزار يونس على رأس وفد من منطقة البترون، وقال يونس بعد اللقاء: "نتأكد مما حدث أن لا خيمة فوق رأس أحد في لبنان، فالدولة لا تريد أن تكون دولة ونحن نعرف أنها نصف دولة، وإذا كانت الدولة لا تقوم بواجبها وتأخذ إجراءاتها الصارمة ينتفي وجود الدولة، فلم يعد بعد الذي حدث وجود أي خيمة على رأس أي أحد، والعاقل من يأخذ العبر ويقوم بمعالجة هذا الحدث وهذا الواقع وإلا الأمور ستصل إلى الأسوأ ولا يتصور أي أحد أن هناك خيمة فوق رأسه".