غزة ـ محمد حبيب
أعادت السلطات المصرية الأربعاء، فتح معبر رفح البري جنوب قطاع غزة بشكل جزئي في كلا الاتجاهين بعد إغلاقه لخمسة أيام على التوالي. وقال ماهر أبو صبحة مدير عام الإدارة العامة للمعابر والحدود ل"العرب اليوم" "إن المعبر فتح ابوابه الساعة 11:30 من صباح الأربعاء للعالقين الفلسطينيين في الجانب المصري والعالقين المصريين في قطاع غزة"، موضحاً "أن السفر مقتصر على حملة الجوازات الأجنبية والمصريين والمرضى الذين حصلوا على تحويلة طبية من وزارة الصحة بالإضافة للعالقين في جمهورية مصر العربية فقط". وأكد أبو صبحة أن الجانب المصري رفض إدخال أصحاب الاقامات والعالقين من غير الفئات السابقة. هذا وأفاد مصدر مسئول ل"العرب اليوم" ، "أن الدخول سيكون فقط للعالقين في جمهورية مصر العربية ،وأن أزمة المعتمرين العالقين في السعودية ما زالت تراوح مكانها" . وأشار إلى "أن شركات الطيران في الدول المختلفة ترفض تسجيل أي فلسطيني قادم إلى مطار القاهرة بأوامر من السلطات المصرية" . وعبر المصدر عن قلقه "من تدهور الأوضاع الإنسانية جراء إغلاق المعبر المتواصل وفتحه فقط لحالات ضيقة من خلال وقت محدود ثم إعادة إغلاقه مرة أخرى" . وكانت الحكومة المقالة دعت مصر في اجتماعها الاسبوعي، الى فتح معبر رفح بشكل كامل نظرا الى المعاناة القائمة جراء اغلاق المعبر، والذي يتسبب بكثير من المخاطر على أرواح المرضى، وعلى مصالح المواطنين والطلاب والعائلات والأسر الفلسطينية التي هي بحاجة للسفر"، معتبرة" قرار الفتح الجزئي للمعبر اليوم جيد ولكنه لا يكفي، آملة استكماله بفتحه بشكل كامل". وأعلنت وزارة الداخلية بالحكومة المقالة مساء الثلاثاء أن معبر رفح البري مفتوح يومي الاربعاء والخميس في كلا الاتجاهين. وكان الجيش المصري اغلق معبر رفح البري الجمعة الماضية بسبب الاوضاع الامنية في مصر. هذا وتسبب اغلاق معبر رفح لليوم الخامس على التوالي في تفاقم معاناة الالاف المواطنين العالقين في الجانب المصري من معبر رفح ومطار القاهرة، ولا يستطيعون الوصول الى قطاع غزة بسبب اغلاق المعبر. وقال عوض ابو مذكور رئيس جمعية اصحاب الحج والعمرة، ان ما يزيد عن 1700 معتمر موجودين بالمملكة العربية السعودية، ومناشدا بعودتهم. واضاف ابو كمال دبابش شركات الحج العمرة، انه يناشد الرئيس محمود عباس ابو مازن، بإعادة المعتمرين للقطاع، من خلال الجهات المصرية. وقال إسماعيل رضوان، وزير الأوقاف فى الحكومة المقالة فى قطاع غزة "إن معاناة المعتمرين الفلسطينيين العالقين فى المملكة العربية السعودية، تتفاقم بسبب منعهم من العودة لغزة، عقب إغلاق معبر رفح منذ 5 أيام". وأوضح رضوان- العالق كذلك فى مدينة مكة المكرمة- فى اتصال هاتفى أن 1819 معتمرا من غزة يعانون أوضاعا إنسانية صعبة، خاصة بعد انتهاء مدة إقامتهم، ونفاد المبالغ النقدية التى يحملونها، منذ أكثر من أسبوع.ولفت إلى أن وزارة الأوقاف دعمت المعتمرين المحتاجين مادياً، وقدمت لهم وجبات طعام. وقال رضوان "تفقدنا أحوال المعتمرين بمكة، وقدمنا مساعدات مادية للفقراء والمحتاجين، كما تم تقديم وجبات غذائية". وشدد على أن الوزارة تواصلت مع السلطات المصرية والسعودية لحل أزمة المعتمرين "العالقين"، لتسهيل عودتهم إلى القطاع فى أقرب وقت ممكن. وأهاب رضوان بجميع الجهات المسئولة عن إغلاق معبر رفح إلى ضرورة الإسراع فى حل أزمة المعبر، خاصةً بعد وفاة أحد المعتمرين، أمس الاثنين. وبحسب رضوان فإن اتصالات وزارة الأوقاف مع الجانب المصرى ما زالت مستمرة، مشدداً على عدم وجود "موعد محدد لإعادة المعتمرين إلى قطاع غزة". وتواصل قوات الأمن المصرية إغلاقها لمعبر رفح لليوم الخامس على التوالى بسبب الأحداث الأمنية الجارية فى مصر بشكل عام. وفى ذات السياق، قال مدير عام شركة مشتهى للسياحة والسفر بقطاع غزة، وسيم مشتهى، وهو أحد المعتمرين العالقين داخل الأراضى السعودية إن الوضع الإنسانى الذى يعيشه المعتمرون داخل الأراضى السعودية صعب جدا، لا سيما بعد انتهاء مدة الإقامة وحجز الفنادق. وأشار مشتهى إلى أن مدة إقامته فى السعودية انتهت منذ ثمانية أيام، مضيفاً: "دفعنا منذ 8 أيام حجز جديد للفندق، وغدا الأربعاء تنتهى مدة الحجز، وينبغى على المعتمرين جميعهم أن يجددوا الحجز". ولفت إلى أنه بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى يمر بها المعتمرون داخل الأراضي السعودية، سينتقلون إلى فنادق متواضعة أقل تكلفة حتّى تتماشى مع النقود التى بقيت لديهم. وتطرق مشتهى إلى أن شركات السياحة والسفر بغزة ستعانى من مشكلة مع السلطات السعودية، بعد انتهاء مدة الإقامة على الأوراق الثبوتية للمعتمرين، حيث إنها تعتبر الزائر الذى تنتهى مدة إقامته "مخالف". وتابع "هذه المخالفة تتحمل أعباءها شركة السياحة الموجودة بغزة، بالتالي تفرض السعودية عقاب على الشركات، أو تمنع منح التأشيرات إلى السعودية لمدة 5 سنوات. وناشد مشتهى الجهات المصرية بتحييد الطرف الفلسطيني من الأوضاع التى تجرى فى مصر، داعياً الجانب المصرى إلى حل أزمة المعتمرين بأقرب وقت.