القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
توقعت مصادر إسرائيلية مطلعة على الاتصالات التي أجراها وزير الخارجية الأميركية جون كيري، أن تستأنف المفاوضات بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية في حزيران/ يونيو المقبل. وقال المصدر لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "إسرائيل" عرضت على الولايات المتحدة قائمة بالخطوات التي تستطيع القيام بها، بما في ذلك تجميد أو إبطاء البناء الاستيطاني خارج الكتل الاستيطانية المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة. وأضاف "ننتظر الآن رد الطرف الفلسطيني ليعبر عن موقفه وعن جاهزيته"، مشيرًا إلى أن التوجه هو تجديد المحادثات في الفترة القريبة. وكتبت "يديعوت " على موقعها الإلكتروني أنه بعد فترة طويلة أبلغت السلطة الفلسطينية "إسرائيل" بأنها على استعداد لتجديد المفاوضات الاقتصادية، مشيرة إلى أنه منذ انتخاب بنيامين نتانياهو لرئاسة الحكومة السابقة كانت السلطة الفلسطينية تتجنب إجراء مفاوضات اقتصادية بدافع الخوف من أن يتحول "السلام الاقتصادي" إلى بديل عن "السلام السياسي" الذي يفترض أن يقود إلى دولة مستقلة. واعتبرت الصحيفة أن الموافقة الفلسطينية تشكل علامة على تقارب آخر بين الطرفين، وعلى تصميم الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري على تجديد ما يسمى بـ"عملية السلام" في أسرع وقت. يذكر في هذا السياق أن الوزيرة الإسرائيلية تسيبي ليفني والمبعوث الخاص لنتنياهو المحامي يتسحاك مولخو قد اجتمعا في روما، الأربعاء، مع كيري. وعبرت ليفني وكيري عن تفاؤلهما من إمكانية تجديد المحادثات مع السلطة الفلسطينية. وعلى صلة، فمن المتوقع أن يصل كيري إلى المنطقة مرة أخرى بعد أسبوعين للاجتماع مع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. وأشارت "يديعوت أحرونوت" في هذا السياق إلى أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على السلطة الفلسطينية وعلى الدول العربية للعودة إلى طاولة المفاوضات. واعتبرت الصحيفة أن الضغوط الأميركية أثمرت عن إعلان الدول العربية عن جاهزيتها للمناقشة والتفاهم حول حدود 67، بما يعني اعتراف الدول العربية بالتغييرات الديمغرافية في الضفة الغربية. بحسب الصحيفة. ورغم أن نتانياهو لم يعقب بشكل مباشر على تعديل المبادرة العربية، إلا أن ليفني رحبت بالتعديل، واعتبرته مدخلا لتجديد المفاوضات. واعتبرت "يديعوت أحرونوت" أن تعديل المبادرة سيسهل على الفلسطينيين التنازل عن مطلب وقف البناء الاستيطاني في كل الضفة الغربية. وفي السياق نفسه، نفت مصادر مقربة من نتانياهو ما نشر في وسائل الإعلام العربية عن "تنازلات أمنية إسرائيلية في مناطق السلطة الفلسطينية"، إلا أن مصدرا إسرائيليا صرح بأن إسرائيل على استعداد لاتخاذ خطوات تسهل حياة الفلسطينيين في مناطق السلطة، وأنه من المتوقع أيضا أن يتم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وكانت مصادر سياسية إسرائيلية قد صرحت مؤخرًا أن "إسرائيل" لن توافق على العودة إلى طاولة المفاوضات بـشروط مسبقة. وفي الوقت نفسه أشارت إلى أن نتنياهو وبضغط من الولايات المتحدة على استعداد للقيام بخطوات لتسهيل عودة الفلسطينيين إلى المفاوضات