بيروت ـ جورج شاهين
جدد الطيران الحربي السوري غاراته، مساء الخميس، على أطراف بلدة عرسال اللبنانية، وذلك بعد تصريحات الرئيس اللبناني، العماد ميشال لسليمان الذي طلب من قائد الجيش العماد جان قهوجي تقديم الوثائق التي تثبت أن الغارات السورية الجوية الأخيرة على أطراف بلدة عرسال البقاعية قد جرت داخل الأراضي اللبنانية، إلى وزارة الخارجية لاتخاذ الإجراءات اللازمة. واستهدف صاروخان سوريان منطقة تقع ما بين جرود نحلة وعجرم وتحديدًا في محلة وادي النحل الحدودية الآهلة في جرود عرسال؛ ما أدى الى إصابة عدد من المواطنين تراوح بين 7 وعشرة جرحى نقل بعضهم إلى مستشفيات المنطقة وعولج آخرون في المنطقة. وكانت جرود عرسال تعرضت للقصف السوري, مساء الأربعاء، بعد أيام على توجيه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور إلى الجانب السوري رسالة اعتراض على انتهاكه الأراضي اللبنانية بناء على توجيهات رئيس الجمهورية. يشار إلى أت العجرم منطقة صناعية اأكثر منها سكنية, وهي نقطة العبور غير الشرعي الأساسية, وتعتمد عليها عرسال في التجارة, كذلك كل المناطق البقاعية المجاورة، وتشغل العجرم اليوم أكبر عدد من السوريين في معاملها, وكانت تنعم بالسلام على الرغم من غياب الدولة عنها, لكن أهلها اليوم يشعرون بالخوف, وخاصة مع طلعات الطيران السوري المتكررة, والتي غالباً ما يعقبها قصف بالصواريخ . وترافق القصف السوري مع تجدد أعمال الخطف بين العشائر اللبنانية في عرسال ومحيطها بعد انقلاب نفذه خاطفو حسين جعفر المخطوف منذ أسبوعين في الأراضي السورية في الموعد الذي كان مقررًا لتبادل المخطوفين بين أهالي عرسال ولآل جعفر بعدما خفض خاطفو جعفر الفدية المالية لقاء إطلاق سراحه إلى 140 الف دولار أميركي وهي عملية بدأت بطلب مليون دولار. وقالت مصادر مطلعة لـ "العرب اليوم" إنه مع اقتراب مهلة عملية تبادل المخطوفين التي رعاها وزير الداخلية مروان شربل، والتي تقررت عند الرابعة من بعد ظهر الخميس بين عشائر عرسال وآل جعفر في الأيام الأخيرة الماضية وقع الخلاف بين الجهتين حول الفدية ومن سيوفرها. وفي الوقت الذي تردد آل جعفر في توفير المبلغ بعد تعثر توفير مبلغ 25 ألف دولار اميركي قال وجهاء عرسال إنهم مستعدون لتوفير هذا الفرق للإفراج عن ابن جعفر وإقفال هذا الملف بين عرسال والقرى المجاورة لها. وفي هذه الأجواء التي سادها توتر ملحوظ اعلن آل عز الدين من عرسال أنهم خطفوا عددًا من أبناء جعفر لاسترداد ابنهم، ووصلت معلومات لـ " العرب اليوم " بأن أحمد يونس عز الدين هو من بدأ الخطف عندما خطف حسين نظير جعفر لمبادلته بأخيه المخطوف لدى آل جعفر منذ أيام عدة. وأدى هذا العمل إلى تجدد مسلسل الخطف المتبادل بين أهالي عرسال وآل جعفر، بعد أن كادت المساعي تصل إلى معالجة هذه المسألة، وأقدم مسلحون من أهالي عرسال على اختطاف ثلاثة أشخاص من آل جعفر وشخص من آل الرشعيني، بينما كانوا يقومون بأعمال تجارية في محيط عرسال، عمد بعدها آل جعفر الى اختطاف بلال عز الدين من عرسال على طريق عرسال - اللبوة. وقال مرجع أمني لـ"العرب اليوم"، إن حصيلة عمليات الخطف المتبادلة زادت على عشرة تقريبا، مشيرًا إلى أن الاتصالات السياسية والمحلية والأمنية تواصلت بالتزامن مع التدابير الأمنية الاستثنائية التي اتخذتها وحدات الجيش في المنطقة وهو نشر حواجزه واجراءاته في مختلف طرقاتها العامة وعلى مداخل القرى. وفي وقت لاحق أفيد أن من بين المخطوفين: عباس حسن جعفر، على راشد جعفر، نبيل راشد جعفر، واثنان من عشيرة زعيتر وثالث من آل الرشعيني و أطلق سراحه في عرسال قبل أن يتعرض ثلاثة من أبناء البلدة للخطف وهم من آل الأطرش. وأعلنت مصادر طبية وأمنية في بعلبك عن إدخال المواطن السوري رياض كنيار إلى مستشفى دار الحكمة في بعلبك مصابا بطلق ناري، وما لبث أن فارق الحياة، وكان كنيار أدخل إلى لبنان للمعالجة عن طريق القصير- الهرمل، مشيرًا إلى أن الصليب الأحمر اللبناني أدخل 6 جرحى سوريين إلى لبنان، تم توزيعهم، حيث أدخل جريحان إلى مستشفى شتورة، ومستشفى فرحات في جب جنين 4 جرحى.