الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانًا مساء السبت بشأن جولة التفاوض بين السودان وجنوب السودان التي اختتمت في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا دون إحراز تقدم، وقال بيان الوزارة إن وفد دولة جنوب السودان لم يكن جادًا خلال الاجتماعات في التوصل لخطوات عملية لتنفيذ ما تم الاتفاق. وأشار البيان إلى أن السودان لايزال يحتفظ بإرادته القوية من أجل إحلال السلام مع جمهورية جنوب السودان وتجاوز حالة العداء إلى تعاون بناء يحقق مصالح البلدين ويضمن الاسقرار في المنطقة والقارة الأفريقية. وكشف البيان عن الاجتماعات التي انفضت جرت على ثلاثة مسارات شملت تنفيذ الترتيبات الانتقالية بشأن أبيي، وتنفيذ اتفاقات الترتيبات الأمنية المتعلقة بالمنطقة الآمنة منزوعة السلاح وإعداد مصفوفة متكاملة وشاملة وفق جداول زمنية للإتفاقات الموقَّعة بين البلدين في أديس أبابا فى 27 أيلول/سبتمبر 2012، وبحسب البيان، فإن المسار الخاص بالنزاع بشأن تبعية منطقة أبيي تم الاتفاق فيه على كافة الترتيبات المتعلقة بتشكيل المؤسسات المدنية في المنطقة عدا المجلس التشريعى لأبيي الذي أعاق الاتفاق عليه إصرار وفد حكومة جنوب السودان أن تكون لهم الغالبية في المجلس، بينما رأى السودان أن يكون ذلك مناصفة. كما لم يتم تشكيل شرطة أبيي المشتركة لعدم حضور الجهة المختصة من قبل جنوب السودان، أمَّا مسار الآلية السياسية الأمنية المشتركة فقد تم الاتفاق على كافة التفاصيل المتعلقة بتفعيل آلية المراقبة والتحقق للمنطقة الآمنة منزوعة السلاح وفريق المراقبة العسكرية بما في ذلك رئاسة فرق المراقبة وقوات الحماية الخاصة بذلك. لكن مرة أخرى أعاق وفد حكومة جنوب السودان المضي قدمًا في بدء تنفيذ المنطقة الآمنة منزوعة السلاح بتراجعه عن التنفيذ الكامل لاتفاق الترتيبات الخاصة بمنطقة 14 ميل وذلك بإصراره على سحب جزئي لقواته من المنطقة، ولم تجد الجهود الكبيرة والمقدرة التي بذلتها الوساطة ورئيس الوزراء الأثيوبي ورئيس الإيقاد هايلي ماريام ديسالين في إقناعهم بالعدول عن ذلك. كما رفض وفد حكومة جنوب السودان تشكيل آليات للمراقبة والتحقق من فك الارتباط بين جيشه والتمرد في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، ووقف الدعم والإيواء للحركات المسلحة المتمردة؛ بل أبدى المزيد من التعنت برفضه التوقيع على ما تم الإتفاق عليه مع الإقرار بنقاط الإختلاف، ضاربًا عرض الحائط بمخرجات القمة الرئاسية بين البلدين والاتفاقات بين البلدين التي بذلت جهودًا ضخمة للتوصل إليها. وفي ما يتعلق بمسار إعداد مصفوفة شاملة بجميع الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في 27 أيلول/ سبتمبر 2012، فقد أعاق وفد الجنوب مرة أخرى التوصل لاتفاق برفضه التوقيع على ما تم الاتفاق عليه في جانب الترتيبات الأمنية بالإضافة لوضعهم شروطًا (بحسب بيان الخارجية السودانية) بشأن الاتفاق على العمل معًا لإعفاء الديون؛ وذلك بمطالبتهم بسحب دعوي شركة سودابت (شركة سودانية استولت حكومة الجنوب على أصولها) ضد حكومة جنوب السودان مقابل ذلك التحرك في اتجاه اعفاء الديون، رغم أن ذلك منصوص عليه فى اتفاق البترول. وأضاف بيان الخارجية السودانية: كان واضحاً عدم جدية جانب وفد حكومة جنوب السودان، خلال الاجتماعات في التوصل لخطوات عملية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بالمسارات الثلاثة ومماطلتهم في تنفيذ ما تم إقراره من قبل الرئيسين في القمة التي عقدت بينهما، واختتمت وزارة الخارجبة السودانية بيانها بالإشارة إلى أنَّ السودان حريص على تحقيق تقدم في كافة المسارات من خلال الاجتماعات المقرر عقدها بعد القمة الأفريقية القادمة لاستكمال ما تبقى من عقبات فى طريق تنفيذ الإتفاقيات، تحت رعاية الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثابو امبيكي، وكان وزير الدفاع السوداني الفريق عبد الرحيم محمد حسين قال في نصريحات في مطارالخرطوم عصر السبت ان مواقف وفد الجنوب الجديدة في المفاوضات أفشلت التوصل لأرضية مشتركة تسمح بتنفيذ اتفاق البلدين الموقع سابقًا.