بغداد ـ نجلاء الطائي
أكد الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن، الإثنين، أن التحدث عن وجود 150 سيارة مفخخة تجوب الشوارع، أرقام مبالغ فيها كثيرًا، وأن هذه الدعايات تنتشر بسرعة كون الحكومة مصابة بـ"الهشاشة". وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، لـ"العرب اليوم"، "لا نريد أن نقلل من خطر استهداف تنظيم (القاعدة) المتكرر للعاصمة بغداد، لكن التحدث عن وجود 150 سيارة مفخخة تجوب الشوارع أرقام مبالغ فيها كثيرًا، وأن التهويل والتضخيم في عدد السيارات التي ينوي التنظيم تفجيرها في بغداد وراءه جهة تريد إشاعة الخوف بين صفوف المدنيين". وأضاف معن، أنه "بعد أن أصبح زمام المبادرة في يد الأجهزة الأمنية بتحقيقها إنجازات شتى، بالقضاء على زمر الإرهاب، وضرب جميع أوكاره العفنة، أخذت تلك الجماعات تطبل وتزمر لتنظيم (القاعدة)، لإضعاف ثقة المواطن بالأجهزة الأمنية وتصوير الإرهاب بأنه ذو قوة، وهنالك بعض القنوات الفضائية تشن حربًا نفسية شعواء ضد الشعب العراقي، وتعطي دعمًا معنويًا للإرهابيين، ببثها إشاعات تصور فيها التنظيم بأنه لا يقهر". وشدد عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب حامد المطلك، لـ"العرب اليوم"، على أن "العراق منذ عشر سنوات يحارب التنظيمات الإرهابية دفاعًا عن المنطقة برمتها، وأن إشاعة أن (القاعدة) ينوي شنّ هجوم شامل هذه الأيام، هو حملة إعلامية يعكف عليها التنظيم من أجل شلّ حركة الحكومة والعملية السياسية، وإيجاد حالة من الرعب بين صفوف الشعب العراقي". وأوضح المطلك، "مع كل الإخفاقات الموجودة، فإن الحكومة اليوم قادرة على المسك بزمام الأمن في البلاد وقوة الإرهاب مبالغ فيها، ولا ترتقي إلى الواقع، وأن الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي تعمل كطابور خامس، وتشترك من حيث تدري أو لا تدري في إثارة الرعب بين المجتمع العراقي، ونحن ملزمون بأن نؤسس جهازًا أمنيًا واستخباريًا كفوءًا يليق بهذه المرحلة، ويناسب تضحيات الشعب العراقي، ويتماشى أيضًا مع المخاطر الكثيرة سواء كانت هذه الدعاية صحيحة أو كاذبة، الشعب العراقي عانى الكثير، وعلينا الاجتهاد والاستفادة من الخبرات الماضية، ونبني قوات أمنية تحترم القانون والمواطن وحقوق الإنسان، وتحترم واجباته وتتصف بالنزاهة والشفافية والمسؤولية العالية، وتتخذ من تعاونها مع المواطن العراقي بالاحترام والتقدير، طريقًا لكسب المواطن وتكوين حاضنة اجتماعية أمنية". وأشار عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان،"إلى أنه "بهذه الطريقة نستطيع أن نبني جهازًا أمنيًا رسميًا واعيًا يقف أمام كل هذه التداعيات، أما خلاف ذلك فستهتز قناعة المواطن وثقة هذه الأجهزة بنفسها بعد بث هكذا دعايات"، مضيفًا أن "هذه الدعايات التي تفيد بوجود انقلاب عسكري أو سياسي لن تنجح في أن يكون لها صدى واسع، لو كانت العملية السياسية قوية وصلبة، وبنيت على أسس حقيقية، لكنها تنجح إذا كانت الحكومة والعملية السياسية مصابة بالهشاشة وضعيفة ومتفرقة ومتجزئة".