فشلت الجزائر في وقف عرض فيلم "ستولن"(المسروقة) أمام أنظار الرأي العام الأميركي رغم المساعي الحثيثة التي قامت بها مكاتب الاستشارات والمحاماة التي تدعمها الجزائر بملايين الدولارات لاستقطاب الدعم في الولايات المتحدة بخصوص مختلف القضايا المتعلقة بالصحراء. الفشل يأتي بعد أن عرضت القناة التلفزية الأميركية "وورد تشانل" التابعة لـ Public Broadcasting Service (خدمة البث العام) وهي شبكة تلفزيونية عمومية غير ربحية٬ تضم أكثر من 350 محطة في الولايات المتحدة يتابعها قرابة 60 في المائة من الأسر الأميركية . هذه المعلومات جاءت في بلاغ لمخرجي الشريط ، الأسترالية من أصل بوليفي "فيوليتا أيالا" والأسترالي "دان فولشو"اللذين زارا في بداية الأسبوع الولايات المتحدة لحضور عرض شريطهما الوثائقي .وذكر البلاغ ٬الذي نشر في نيويورك في بداية الأسبوع، أنه تم تأجيل بث هذا الشريط٬ الذي كان من المفترض أن يعرض يوم خامس فبراير الجاري٬ نتيجة ضغوط على هيئة Public Broadcasting Service من طرف مؤسسة "اللوبينغ" الأميركية التي تعمل لفائدة الجزائر الداعمة للبوليساريو. الشريط الوثائقي، الذي عرضته القناة الأميركية ليلة 27/03/2013، يحكي عن العبودية والاسترقاق في مخيمات تندوف من خلال قصة فتاة تدعى فاطم يعاد لم شملها ولقائها بأمها امباركة التي لم ترها منذ سنوات، بعد أن بيعت الإثنتان من طرف تجار النخاسة في مخيمات تندوف. تتوالى الأحداث المأساوية حيث تقوم "دايلو"، ابنة سيد "مباركة"، بخطف "فاطم" وهي في الثالثة من عمرها من حضن أمها وتنقلها بعد فترة إلى مخيمات تندوف داخل التراب الجزائري لتعيش عبدة لم تعرف أهلها إلا بعد 30 سنة. فاطمة، إحدى أخوات فاطم، تحكي تجربة أختها التي تعمل معلمة للأطفال في إحدى المدارس، وعلى الرغم من ان عملا مثل هذا يمكن أن يمنح فاطم هامشاً من الحرية إلا أنها لا تقدر على الانعتاق من سجن الرق والعبودية، وتبقى حبيسة الأغلال التي تلفها سيدتها "دايلو" حول أدق تفاصيل حياتها اليومية.وتعبر إحدى الشخصيات "معط لله"، وهو ابن عم فاطم، في لحظة بوح عن مدى امتعاضه وسخطه من استمرار استعباد البشر من أصحاب البشرة السمراء داخل المخيمات قائلاً "أريد للناس العبيد في الصحراء أن يصبحوا أحراراً ورؤسهم مرفوعة. العالم ضد هذه الممارسات، ضد هذه العبودية،ضد هذا السلب والنهب ، وهذا لا علاقة له بأي واقع سياسي. أنا ضد الرق،وهذايجب أن ينتهي". يشار إلى أن الفيلم عرض في أكثر من سبعين مهرجانا وحصل على 13 جائزة ، ورغم إخراجه سنة 2009 مازال هذا الوثائقي يثير كثيرا من الضجة، كما يكون أحيانا موضوعا للجدل وهدفا لمقص الرقابة، حتى في البلدان الأكثر ديمقراطية، وهو ما حدث من قبل في السوسد، حيث كان "ستولن" مبرمجا للعرض في القناة السويدية العمومية "أور" إلا أنه سحب في آخر لحظة بدعوى أن بطلة الشريط (فاطم)، غير موافقة على العرض،غير أن الحادث الأخير مع القناة الأميركية كشف نوايا الجهات التي ترى أن عرض الشريط يمس "مصالحها".