برلين ـ أ ف ب
يروي المخرج الفرنسي جان غابريال بيريو في فيلمه "اون جونيس الماند" (شبيبة المانية) الذي عرض في مهرجان برلين، مسار مؤسسي مجموعة الجيش الاحمر الالمانية اليسارية، متتبعا مداخلاتهم الاعلامية وافلامهم، ليصور انزلاقهم تدريجا نحو العنف السياسي في ظل انعدام الامل.
وهذا الفيلم هو الفيلم الطويل الاول للمخرج البالغ من العمر اربعين عاما، وهو من الافلام المشاركة في الدورة الخامسة والستين من مهرجان برلين السينمائي المستمر حتى الرابع عشر من الشهر الجاري.
ويقول المخرج عن اعضاء هذه المنظمة التي يدور فيلمه حولها "انهم اشخاص من قلب المجتمع الالماني، وليسوا دخيلين عليه، كان يمكن ان يرسموا مستقبل المانيا".
وكان اورليك مينهوف، واندرياس بادر، وهولغر مينز، وغودرون هنسلين، وهورست ماهلر، الاعضاء المؤسسين لمنظمة "روتي ارمي فراكشن" (جماعة الجيش الاحمر) في المانيا الغربية.
وهم الشخصيات الاساسية في فيلم "شبيبة المانية" الوثائقي الذي يمتد على اكثر من ساعة ونصف الساعة، ويروي تصاعد حركة يسارية عنيفة احتلت مكانها على ساحة العمليات الدموية التي استهدفت مؤسسات الدولة في المانيا الغربية، وكذلك الجيش الاميركي والمصالح التجارية.
ولا يضم الفيلم اي تعليق، وانما وثائق تعود الى تلك الحقبة، تروي شكل المجتمع الالماني وتشوهاته بعد سنوات من العهد النازي المظلم.
ويقول المخرج لوكالة فرانس برس "قبل الانتقال الى الاعمال العنفية، نتتبع مسار حياتهم، والاحباط المتصاعد الذي كانوا يعيشونه".
ويضيف "نشاهد ذلك من خلال الصور التي التقطوها او التقطها قريبون منهم، انه امر نادر ان نتمكن من رواية حدث من خلال الاشخاص الذين عاشوه".
في اواخر الستينات، بدأ اولريك مينهوف يظهر في مناظرات سياسية تلفزيونية، وتصدر صفحات الصحف الناطقة بلسان اليسار المتطرف.
اما هولغر مينس فكان طالبا في اكاديمية الفيلم والتلفزيون في برلين، وبدأ يصور افلاما تنقل وجهة نظهره ورفاقه، فيما كان هورست ماهلر المحامي يناصر قضايا رفاقه في القضاء وفي الاعلام.
ويقول المخرج الفرنسي "قد تكون تلك الحركة هي الوحيدة ذات التوجهات اليسارية الثورية التي تملك هذا القدر من الوثائق، انهم اشخاص براقون ومنخرطون بقوة في المجتمع".
ويضيف "كانوا من الشخصيات المؤثرة في النقاشات العامة، لكن جملة من الاحداث غيرت مسار الامور ودفعتهم باتجاه العنف الذي كان ينظر اليه آنذاك على انه واحد من الوسائل المتاحة".
ففي احد الافلام المنفذة في العام 1969، يبرر احد الاشخاص فكرة العنف الثوري التي تتبعها جماعة الجيش الاحمر، ويقول "طالما تحدثنا عن فكرة الثورة، لقد آن الاوان لنبدأ بثورة فعلا".
اعتبارا من السبعينات، بات مؤسسو الجماعة يعيشون في الخفاء، ودخل الجيش الاحمر في عنف قابلته السلطات بعنف مضاد.
ويقول المخرج "كان ذلك اشبه بصراع اجيال...ان اردنا ان ننظر الى الامور بهدوء، نرى ان المجتمع الالماني هو الذي دفع هؤلاء الشباب الى التشدد".