الجزائرـ أ.ف.ب
عرض المخرج الفرنسي الجزائري رشيد بوشارب مساء الاثنين في الجزائر للمرة الاولى اما الجمهور فيلمه الجديد "طريق العدو" بحضور بطل الفيلم النجم الاميركي الحائز جائزة اوسكار فوريست ويتيكر. ويروي الفيلم قصة الاميركي الاسود وليام غارنت (فورست ويتيكر) الذي امضى ثماني عشرة سنة في السجن بسبب قتل مساعد رئيس شرطة بلدة في نيومكسيكو، وبعد الافراج المشروط عنه يصطدم بماضيه الاجرامي الذي ظل يلاحقه وبرئيس الشرطة الذي لم يقتنع بحكم القضاء. وفي السجن اعتنق غارنيت الاسلام الذي ساعده على التحكم بطبيعته العدوانية، حتى انه كان سجينا مثاليا واكمل دراسته الثانوية بل وساعد سجناء اخرين على اكمال دراستهم ايضا. حلم غارنيت كان العودة الى "حياة طبيعية يؤسس فيها عائلة مع اولاد وبيت صغير ومساحة من العشب الطبيعي مع كلب ينبح على المارة". وكما يريد تحقيق هذا الحلم مع موظفة بنك من اصل مكسيكي تيريزا (دولوريس هيريديا) تعرف عليها ما ان غادر السجن. لكن "صديق السوء" تيرينس (لوي غوزمان) الذي ينشط في الهجرة غير الشرعية للمكسيكيين يلح عليه للعودة الى النشاط بلغة تهديدية. من جهة اخرى قرر رئيس الشرطة بيل اغاتي (هارفي كيتل) الا يغفر له قتل مساعده قبل عشرين سنة، متحديا قرار اطلاق سراحه ومتجاوزا سلطته، بحيث لاحقه الى مكان عمله في مزرعة لتربية البقر ليجبر صاحبها على طرده "لانه خطر على المجتمع". لكن غارنيت لم يستطع التحكم في طبيعته العدوانية حتى بمواظبته على الصلاة وقراءة الادعية من كتاب "حصن المسلم" الذي اهداه اياه امام في المسجد. وبعد مشاكل بسيطة بالاعتداء على جاره ومخالفة قانون السير بدراجته النارية، وقع غارنيت في الجريمة مرة اخرى عندما قتل تيرنس انتقاما لعشيقته تيريزا التي تعرضت للضرب، لينتهي الفيلم على نهاية مؤلمة تظهر فشل اعادة ادماج السجين غارنيت رغم مساعدة ضابطة الافراج المشروط اميلي سميث (بريندا بلثين) التي سبق ان عملت مع بوشارب في فيلم "لندن ريفر". الفيلم من اقتباس رشيد بوشارب والكاتب الجزائري المعروف ياسمينة خضرا (محمد مولسهول)عن كتاب جوزي جيوفاني "رجلان في المدينة" وحوار دانييل بولانجي. فورست ويتيكر يزور الجزائر للمرة الاولى وقال انه "اشتغل مطولا حول شخصيته خاصة تعلم الاسلام على يد امام في لوس انجلس". واضاف "خلال عملي على الفيلم اكتشفت ان الكثير من الاميركيين السود يعتنقون الاسلام في السجن وكأنه شيء متجذر فيهم ويعود للظهور عند شعورهم بالوحدة وحاجتهم الى تأطير حياتهم". واكد رشيد بوشارب ان هذه المرة الاولى يقدم الفيلم للجمهور بعد عرضه في مهرجان برلين الاسبوع الماضي. واعترف مخرج فيلم "انديجان" الحاصل في 2006 على جائزة التمثيل الجماعي في مهرجان كان، انه انجز الفيلم وفقا لشخصية فوريست ويتيكر. وقال "عندما التقيت فوريست لم يكن هناك مشروع فيلم لكني قررت ان استغل شخصيته الفريدة لانجاز فيلمي..فقررت اعادة كتابة القصة بمساعدة اوليفيه لوريل وياسمينة خضرا اذ انه لم يبق شيئ من الفيلم الاصلي لجيوفاني منذ 40 سنة" وتابع "تلاحظون ان هناك مقاطع في الفيلم لا يوجد فيها حوار وهذا متعمد لانه يتماشى مع شخصية فوريست". وكان جوزي جيوفاني اخرج فيلمه الذي يحمل نفس عنوان الكتاب "رجلان في المدينة" في 1973 بمشاركة عملاقي السينما الفرنسية الان دولون وجون غبان. ولا يظهر في الفيلم من الخير ومن الشرير فغاريت المجرم يحمل الكثير من الخير ويظهر ذلك في علاقته مع تيريزا وحتى عند لقائه بامه بالتبني التي لم تزره ولو مرة واحدة في السجن خلال 18 سنة ولم ترد على رسائله العديدة. وحتى رئيس الشرطة الذي لم يتقبل ابدا حكم القضاء ويعتبر ان القاتل يبقى قاتلا، يظهر بعض الجوانب الخيرة عندما يعنف بعض "المتطوعين" لملاحقة المهاجرين المكسيكيين دون ان تكون لهم سلطة ذلك حتى انه يذرف دموعا امام جثث مهاجرين قضوا عطشا في وسط صحراء نيومكسيكو. فيلم بوشارب عرض في مهرجان برلين الجمعة للمنافسة على الدب الذهبي مع عشرين فيلما طويلا. وتوزع الجوائز مساء الخامس عشر من شباط/فبراير.