مراكش - و.م.ع
عرض الخميس بقصر المؤتمرات بمراكش الفيلم السويدي "فندق" للمخرجة ليزا لانكسيت، وذلك في إطار المسابقة الرسمية للدورة 13 للمهرجان الدولي للفيلم الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 7 دجنبر. تبدأ الإثارة والتشويق في هذا الفيلم منذ مشاهده الأولى، وتستمر في التصاعد نحو الأحداث الرئيسية التي تشد المشاهد وتثير فضوله من بداية الفيلم إلى نهايته. فهذا العمل الفني الذي تمحور حول البحث عن معنى للحياة ورغبة البطلة في إحداث قطيعة مع الذات، يرصد حالات إنسانية يختلط فيها الجانب النفسي للشخصيات بالاجتماعي بلغة سينمائية تدعو للتأمل. يحكي الفيلم قصة إريكا التي تملك كل ما يمكن أن تحتاجه لتنعم بحياة سعيدة ومستقرة، فهي مهندسة ديكور ناجحة ويحيط بها العديد من الأصدقاء ، لكن سيتغير كل شيء من حولها عندما تنجب ابنها الأول الذي سيصاب بمرض في الدماغ عند الولادة. يتسلل الاكتئاب تدريجا إلى حياة إيريكا. وفي ظل هذا الوضع الجديد، تبدأ في متابعة حصص للعلاج النفسي الجماعي مع أشخاص آخرين يتحدثون بدورهم عن معاناتهم ومشاكلهم اليومية على أمل التخلص منها من خلال مناقشتها بشكل جماعي. وفي أحد الأيام، ستقرر إريكا، رفقة أربعة أعضاء من مجموعتها، التحلي بالشجاعة اللازمة للعمل على إيجاد حلول لأزماتهم وذلك بالتنقل من فندق إلى آخر، والمكوث في أماكن مختلفة بحيث يصبح من الممكن لكل منهم إعادة بناء ذاته. يطرح هذا الفيلم صورة مختلفة عن معنى السعادة والبحث عن الذات في إطار فني يتسم بالعفوية والبساطة، ولم تكتف المخرجة في هذا العمل السينمائي بالجانب التشويقي للفيلم فقط، بل حرصت على رسم شخصيات الشريط بالدقة المطلوبة ورصد حالاتها النفسية بشكل جيد وتجسيد ردود أفعالها وتفاعلاتها مع عالمها الداخلي والخارجي . وقد تألق أبطال الفيلم في أداء أدوراهم مؤكدين على موهبة فنية فذة وحضور متميز ومهارات عالية في استخدام لغة الجسد بشكل صحيح وفعال، كما أن السيناريو تميز ببساطته وبحبكته التي كانت غاية في الاتقان. وأدى أدوار البطولة في هذا الفيلم كل من أليسيا فيكاندر (إريكا) وديفيد دينسيك (ريكارد) و آنا بييلكيرود (برنيلا) و ميرا إكلوند ( آن-صوفي) وهنريك نورلين (بيتر) و سيمون بيركر ( أوسكار). يشار إلى أن المخرجة ليزا لانكسيت ولدت في السويد سنة 1975، وبدأت مشوارها المهني ككاتبة أعمال مسرحية. في العام 2002، كتبت وأخرجت لمسرح ستوكهولم كودكاند، وهي المسرحية التي قامت باقتباسها سنة 2006 في فيلم قصير يحمل نفس العنوان. في سنة 2004، قدم أول عرض لمسرحيتها محبوب، الذي لعبت فيها دور البطولة نومي راباس، في مسرح الدراما الملكي بستوكهولم. وفي سنة 2009، كتبت وأخرجت صافي، أول فيلم روائي طويل لها.