فاس - و.م.ع
عادت الجائزة الكبرى لمهرجان سينما الشعوب في دورته العاشرة، التي اختتمت أمس الأحد بمدينة إيموزار كندر، للفيلم القصير (وأنا) للمخرج المغربي الحسين شاني. أما جائزة لجنة التحكيم في هذه التظاهرة الثقافية والفنية، التي أضحت موعدا سنويا للاحتفاء بالفيلم القصير من مختلف بلدان العالم فعادت لفيلم (الدموع المالحة) للمخرجة الألبانية مارسيلدا بالا، بينما فاز بجائزة أحسن صورة فيلم (1944) للألمانيين فيليب بيسكورزينسكي وأنتون بليفا، في حين حاز جائزة أحسن فيلم لتثمين ثقافة الشعوب فيلم (الوصية) للمخرج المغربي علال العلاوي. كما فاز فيلم (هبوب الريح) للمخرج الفرنسي إيريس مينوس بجائزة الجمهور. وقد ترأس لجنة تحكيم دورة هذه السنة المغربي علي الصافي وضمت كلا من الفنانة المغربية فاطمة عاطف والكاتب والشاعر المغربي حسن إد بلقاسم، بالإضافة إلى المخرج التونسي وسيم القربي والناقد السينمائي والباحث الجامعي الجزائري إلياس بوخموشة. وكان مهرجان سينما الشعوب للأفلام القصيرة الذي دأب على تنظيمه النادي السينمائي بمدينة إيموزار، بشراكة وتعاون مع المركز السينمائي المغربي وبلدية ماكسفيل (فرنسا) افتتح يوم الخميس الماضي بمدينة إيموزار كندر بعرض مجموعة من الأفلام القصيرة التي شاركت في المسابقة الرسمية لهذه الدورة. ويروم هذا الحدث الثقافي والفني تثمين الإبداع الفني والتبادل الثقافي مع تسليط الضوء على التجارب السينمائية بالعديد من البلدان المغاربية والأوروبية. وكرمت الدورة العاشرة للمهرجان المخرجين المغربي سعد الشرايبي والتونسي الطيب الوحيشي، وذلك من خلال عرض مجموعة من الأفلام التي أبدعها المحتفى بهما كÜ(عطش) و(نساء في مرايا) لسعد الشرايبي و(ظل الأرض) و(رقصة الريح) للطيب الوحيشي. وقد راكم كل من سعد الشرايبي والطيب الوحيشي تجربة مهمة في العمل السينمائي باعتبارهما يشتركان في انطلاقة مسيرتهما الفنية والثقافية في إطار حركة الأندية السينمائية بكل من تونس والمغرب قبل أن ينخرطا في مسلسل إبداع الأفلام القصيرة والطويلة انطلاقا من السبعينيات من القرن الماضي. وتميزت دورة هذه السنة بتسطير برنامج غني ومتنوع شمل عرض مجموعة من الأفلام والتجارب الإبداعية التي أنتجها فنانون من المغرب والخارج، بالإضافة إلى حضور وازن للعديد من الفنانين والمخرجين مما جعل من مهرجان سينما الشعوب محطة مهمة في سيرورة الاحتفاء بالفن السابع وبالأعمال الإبداعية التي بصمت التاريخ الإنساني للسينما. وإلى جانب الفقرة التكريمية والعروض السينمائية تضمن برنامج المهرجان تنظيم ندوة ناقشت موضوع "وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي" شارك في تنشيطها مجموعة من النقاد والباحثين من المغرب والخارج وتناولت عدة محاور من بينها "فاعلية الصورة السينمائية في المجال المغاربي" و"خلفيات الاشتغال بالسينما في المجال المغاربي" و"الرهانات المغدورة للسينما المغاربية"، بالإضافة إلى موضوع "الصورة السينمائية وضدها في المجال المغاربي". كما عرفت هذه الدورة تنظيم لقاء فكري حضره العديد من النقاد والباحثين وضيوف المهرجان ومدعميه خصص للتعريف بالإصدار السابع من منشورات نادي ايموزار للسينما الموسوم بÜ(دلالة المقدس في السينما المغاربية) والذي تم توقيع عدد من نسخه وتوزيعها على الحاضرين. ويشكل مهرجان سينما الشعوب لمدينة إيموزار تظاهرة ثقافية وفنية تهدف، بالخصوص، إلى خلق إطار للتلاقي وتبادل الخبرات والتجارب حول قضايا السينما وتعزيز وتقوية الحوار بين الثقافات إلى جانب الاحتفاء بالأعمال الإبداعية التي تهتم بثقافة وعادات الشعوب.