دمشق-سانا
من أجل سورية بلد الياسمين وأم الحضارات ومهد الأديان وبحضور جمهور عريض من الفنانين والاعلاميين وعشاق السينما السورية تم مساء اليوم عرض الفيلم السوري القصير “توتر عالي” لمخرجه المهند كلثوم ومؤلفه سامر محمد اسماعيل وإنتاج المؤسسة العامة للسينما وذلك في القاعة متعددة الاستعمالات بدار الأوبرا السورية.
1ويتحدث الفيلم الذي حضره الدكتور حسان النوري وزير التنمية الادارية عن قصة حب بين شاب يعمل تقني إضاءة في مسلسلات التلفزيون وفتاة تدرس التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية حيث تدور لعبة طفولية بين هاتين الشخصيتين اللتين تسرفان في الحلم إلى أن تصطدما بجدران الواقع القاسية وتنتهي قصتهما نهاية دراماتيكية مصطدمين بالواقع الذي نعيشه.
وفي نهاية الفيلم نشهد حدثا استثنائيا تبرمه الظروف ليتحول انقطاع التيار الكهربائي في غرفة هذين الشابين إلى تراجيديا من نوع خاص يكون فيها المشهد الختامي بمثابة وداعات متتالية لا تترك لنا مهلة لتفقد الأحبة إلا حين نشاهد اللقطة الأخيرة التي ستكون صادمة وقاسية لكنها واقعية بما لا يترك مجالا لتصديق ما حدث وكيف تتحول لعبة بريئة بين عاشقين على حافة الأمل إلى مأثرة معاصرة.. والفيلم من تمثيل أديب قدورة وعلي صطوف ومي مرهج.
1وبين مخرج الفيلم المهند كلثوم في كلمته أن السينما هي المرآة التي تعكس ثقافة وحضارة البلد وذاكرة الناس التي تحتفظ بأصالتهم وهويتهم مؤكدا أن الشعب السوري شعب أصيل يدافع دائما عن ثقافته وحضارته وتراثه.
وأوضح كلثوم أنه بالثقافة والمقاومة نستطيع ان ندافع عن وطننا ونحن اليوم نقاوم بثقافتنا إلى جانب جيشنا العربي السوري الذي ضحى ولا يزال دفاعا عن كرامة وعزة سورية.
من جهته أشار مؤلف العمل سامر محمد اسماعيل إلى أن فيلم “توتر عالي” هو محاولة لإعادة الاعتبار للناس الذين عملت الدراما التلفزيونية على تشويههم من خلال ما يسمى دراما العشوائيات لنثبت أن الإنسان السوري كان ولا يزال عصيا على الهزيمة والرضوخ لعولمة الاستهلاك فهو منذ فجر التاريخ كان عنوانا للمواطنة والتشبث بالأرض وقيم الجمال ولهذا كان فيلم “توتر عالي” عبارة عن قصة حب سورية بامتياز بعيدا عما تمليه أمزجة الفضائيات النفطية عادة التي تحاول تزوير الواقع وتشويه المدينة السورية وأناسها.
وعلى هامش الفعالية كرم فريق “سورية بتجمعنا” الذي نظم هذه الأمسية الثقافية أسرة الفيلم وهم مخرج وكاتب العمل والفنان القدير أديب قدورة إضافة إلى عدد من الشخصيات الفنية والدينية والإعلامية وهم نيافة المطران لوقا الخوري والفنانة سلاف فواخرجي والإعلامية القديرة هيام الحموي.
2وفي تصريح خاص لـ (سانا الثقافية) أعرب الفنان قدورة عن إعجابه بالنص وبطريقة الإخراج مشجعا سينما الشباب باعتبارها تمثل مستقبل الوطن داعيا إلى ضرورة دعم سينما الشباب والوقوف إلى جانبهم لأنهم يمتلكون من المهارة والابداع ما يستدعي منا الانخراط معهم والمشاركة في أعمالهم التي تؤكد أهمية الوطن وترصد المعاناة التي تواجه سورية نتيجة ما تتعرض له من ارهاب.
من جهتها أكدت الفنانة فواخرجي أنه بالمقاومة والثقافة نستطيع ان نحمي وطننا الذي نكبر فيه ما يتطلب من كل مواطن سوري العمل بجد ليثبت للعالم أن الشعب السوري معا إلى جانب جيشه في الدفاع عن تراب وطنه وصون عزته وكرامته لافتة إلى أن الفنان يمتلك تأثيرا أكبر على الناس وأقل ما يمكن أن يفعله أن يقول كلمته بضمير لنصرة وطنه مبينة أن مستقبل الشعب السوري داخل سورية وليس خارجها.
ورأت الإعلامية هيام الحموي أنه رغم كل الظروف الصعبة التي يمر به بلدنا سورية ما زال الشباب السوري مصرا على العمل والكتابة والاخراج من أجل بقاء بلده في المقدمة بكل المجالات معبرة عن تقديرها للسينما السورية التي كانت ولا تزال تنتج افلاما وتحصد جوائز رغم كل العقبات.
3وحصل فيلم “توتر عالي” على جائزة تهارقا الذهبية السينمائية الدولية في السودان بمرتبة الشرف إضافة إلى أنه شارك في العديد من المهرجانات العربية.
ويضم فريق “سورية بتجمعنا” مجموعة من أبناء الوطن الاوفياء من مختلف المحافظات السورية الذين استوعبوا حجم المؤامرة المحاكة ضد وطنهم وصمموا على الدفاع عنها اعلاميا وفكريا وانسانيا واجتماعيا حيث قام بأكثر من 400 مبادرة ونشاط وحملة خلال الأعوام الاربعة الماضية وكانت في أغلبها موجهة لأهالي شهداء الوطن والجرحى عسكريين ومدنيين اضافة الى اهلنا المهجرين وأطفالهم