نيويورك ـ رم
هل صحيح أن التدخين الإلكتروني أقل ضررًا من التدخين التقليدي، هذا السؤال محل بحث لدى الباحثين في مجال الصحة في الولايات المتحدة بعد شيوع استخدام آلات التدخين الإلكترونية رخيصة الثمن نظرا لصحتها ورخص ثمنها. التدخين الإلكتروني ليس حكرًا على شريحة من المجتمع بل باتت عادة يومية للناس من أشهر ممثل إلى ابسط مواطن عادي في الولايات المتحدة، ودافع الغالبية منهم لاستخدام هذا النوع الجديد من التدخين هو انتشار مقولة أنها وسيلة قد تدفع المدخن للإقلاع عن التدخين. وبات مخترعو هذه الآلات ومستخدموها يرددون شعارات براقة من قبيل 'بإمكانك الاستمتاع بتدخين صحي ورخيص الثمن مع رائحة طيبة لكيلا تؤذي من يقف بجانبك'. ويسوق عدد من هؤلاء ما قالوا إنها فوائد استخدام هذه الآلات مثل الاستغناء عن التبغ الذي ينتج عنه القطران والنيكوتين وأول أكسيد الكربون والرماد الذي يستقر في رئة الإنسان ويجلب الأمراض المستعصية. وبدلا من 'التباك' المعتاد في السيجارة التقليدية ابتكر مخترعو هذا الآلات سائلا رخيص الثمن يستخدم لفترة طويلة والعلبة من هذا السائل تباع بسعر 2 دولار أميركي وتكفي مدة تعادل حزمة سيجارة التي تباع بـ 8 دولارات وتصل إلى 13 دولارا في بعض الولايات-حسب تصريحات أحد المخترعين لمجلة 'سمارت لايف'. وفي هذا الصدد حذر أستاذ الصحة العامة في جامعة نيو اورلينز ريتشارد فاجون من ترسخ مفهوم -أن التدخين عبر الآلات الإلكترونية لا يضر-لدى المجتمع الأميركي واصفا هذا النوع من التدخين بالكارثي الذي قد تظهر سلبياته على المدى البعيد. وطالب في مقالة نشرتها مجلة جودي ويست السلطات وضع تشريعات تكبح جماح الشركات التي تضع منتجاتها في السوق دون الانتباه إلى صحة الناس. ويتم التدخين الإلكتروني عبر قضبان بعضها يشبه 'حبة السيجارة' التقليدية تعمل بواسطة بطارية وتشحن بسائل خاص وبمجرد ضغطة على زر صغير تشتعل مباشرة لتبدوا وكأنها سيجارة كالتي اعتاد الناس على رؤيتها بينما هناك أنواع كبيرة الحجم تشبه الارجيلة اليدوية وسعرها مرتفع بعض الشيء. اللافت في الأمر أن المجتمع بات لا ينكر على من يستخدم هذا النوع من التدخين في الأماكن العامة التي صدرت قرارات حكومية بمنع التدخين فيها مثل القطارات ومحطات الباصات وداخل أروقة الشركات.