باريس ـ أ.ف.ب
على مدى سنين طوال، عمل لوك لابين طبيبا وايضا صيادا للنيازك في الصحراء الغربية، وبنى شهرة له في هذا المجال، وهو اليوم يكرس نفسه للبحث عن هذه القطع الصخرية التي تمطر من السماء آتية من الفضاء السحيق.
ويقول لوك في مقابلة مع وكالة فرانس برس "انا ابحث عن القطع النيزكية بنفسي، واحيانا اشتريها ممن عثروا عليها ثم ابيعها مجددا او احتفظ بها في مجموعتي التي تضم قطعا من المريخ والقمر بشكل أساسي".
واصبح هذا الرجل متخصصا معروفا في النيازك الآتية من المريخ، وهو يملك الحجر النيزكي المسمى "ان دبليو آي 7533" الذي عثر عليه في منطقة بئر انزران في المغرب.
وقد تبين ان حجرا نيزكيا قدمه لمتحف التاريخ الطبيعي، يعود الى الصخور الاولى التي تشكل منها سطح المريخ.
ويبرر لوك بيعه لبعض الاحجار بالقول "انا احتاج لبيع بعض القطع لاكسب لقمة العيش، لكن ما يهمني فعلا هو المعلومات التي يستفيد منها العلماء من هذه الاحجار التي اعثر عليها او اشتريها".
يبلغ لوك من العمر اليوم 46 عاما، وهو بدأ مهنة "صيد النيازك" مع شقيقه ووالده قبل عشرين عاما. وبعد ثلاث رحلات عاد منها خالي الوفاض، اذ لم يكن يعرف كيف يميز الحجر النيزكي من الحجر الارضي، عثر على "قطعة كبيرة ذات قشرة منصهرة". وفي رحلته الاخيرة، عثر بالصدفة والخبرة معا على قطعة نيزكية مصدرها القمر تزن ثلاثة غرامات.
وهو يعرض للبيع قطعا تناسب كل الميزانيات، بدءا من 500 دولار وحتى الفي دولار للغرام الواحد من الحجارة القمرية، ومن 500 دولار وصولا الى 20 الفا للغرام الواحد من القطعة المريخية. ولديه ايضا احجار نيزكية زهيدة الثمن يباع الغرام منها بيورو واحد، او الكيلوغرام بما بين 100 يورو و150.
عمل لوك في مجال الطب ردحا من حياته، قبل ان يتوقف تماما عن هذه المهنة قبل ثماني سنوات، اذ لم يكن من السهل الجمع بين العملين.
ومنذ اصبح رب اسرة، تراجعت وتيرة رحلاته الى مرة او اثنتين في السنة، بمرافقة شقيقه الذي يعمل شرطيا.
وكان نشاطه في البحث عن النيازك يتركز في ما مضى في الصحراء الغربية، لكن الاوضاع السياسية هناك لم تعد مؤاتية كثيرا لذلك، فوجب البحث عن صحاري اخرى مناسبة يسهل البحث بين رمالها على هذه الاحجار المتساقطة من السماء، مثل صحراء تشيلي وصحراء سلطنة عمان.
يقدر لوك عدد اقرانه الجديين في هذه المهنة بنحو عشرين في العالم. ويقول "عندما نبحث انا وشقيقي عن الحجارة النيزكية، نجتهد كثيرا في ذلك، نبحث نهارا على متن عربة اذ يكون الطقس حارا جدا، وفي الليل نبحث ايضا مستخدمين مصابيح مثبتة بالرأس".
معظم الأحجار النيزكية التي يعثر عليها لوك هي من احجار الكوندريت، اي الاحجار النيزكية الملساء ذات الكثافة الصخرية، وهي الاقدم في المجموعة الشمسية.
اشتهر لوك لكونه صيادا موهوبا للنيازك، ولكونه ايضا بائع نيازك.
ويقول "سوق بيع النيازك ليست ناضجة، لكن هذا هو المكان الذي ينبغي ان اكون فيه". وهو يحتفظ بعدد من القطع النيزكية "لان السنوات السهلة في هذا المجال يبدو انها ولت، رغم ان امكانية العثور على اشياء جديدة ما زالت قائمة".
ويقول "هل يمكن ان نعثر يوما على حجارة نيزكية مصدرها كوكب عطارد او كوكب الزهرة او ربما اقمار كوكب المشتري؟ كل شيء ممكن، ولكن نأمل ان نتمكن من التعرف عليها".