عمان ـ بترا
قال سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا والرئيس الفخري للمنتدى العربي الألماني للبيئة إن التلوث المائي والبيئي يعتبران من المشكلات الاساسية التي تواجه الجنس البشري وحياته. واضاف سموه خلال افتتاحه لمنتدى البيئة الالماني العربي اليوم الاثنين والذي جاء تحت عنوان " اجراءات متضافرة من اجل تحقيق النمو الاخضر المستدام " ان نسبة التلوث المائي والبيئي في العالم مرتفعة مما يتطلب ايجاد سياسات وبرامج على المستوى الإقليمي. وقال " نبحث اليوم في هذا المنتدى التكلفة الاقتصادية التي تتأتى من التدهور البيئي، ولكني "أتساءل بكل بساطة ألا تشمل البيئة "البئية المادية (الفعلية) والانسانية؟ ان الموضوع الرئيس الذي يجب مناقشته في هذه الاقليم هو التوزيع غير العادل للموارد والممتلكات، اضافة الى المشاركة غير العادلة في الأسواق، والتفاوت الظالم في القدرة على الحصول على التعليم والرعاية الصحية, مع غياب الحاكمية الرشيدة، اذن نحن بحاجة الى تعزيز المسؤولية الاجتماعية والثقافية الاقليمية للحفاظ وحماية الماضي والحاضر والمستقبل. وأشار سموه خلال المنتدى الذي ينظمة المنظمة الاورومتوسطية للتعاون والتنمية والمجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا وغرفة تجارة عمان إلى أن التمثيل العربي في المؤتمرات العالمية فيما يتعلق بقطاع المياه قليل ،موضحا أن هناك حوالي 5ر4 مليار انسان في العالم يحتاجون الى خدمات الصرف الصحي. ودعا سموه خلال المنتدى الذي يستمر يومين الى تضافر الجهود على المستوى العربي في هذا القطاع، واستثمار الثروات والكفاءات والخبرات العربية لتنفيذ المشروعات المائية والطاقة، باعتبارها مشروعات تنموية وتعنى بالكرمة الانسانية. وبين ان الاردن استوعب وعلى مدى نصف القرن الماضي الهجرات المتعاقبة بالرغم من شح موارده الطبيعية وضعف امكاناته الإقتصادية، ما شكل هذا الامر تحديا امام الاردن على الصعيد المائي والبيئي ، مثلما شكل تحديا للدول الاخرى التي تحتضن العديد من اللاجئين . وزاد سموه "اذا لم نستطع كأقليم تطوير سياسة تضمن التكافل والتعاضد في موضع التنمية والمساعدات الانسانية فإننا لن نتمكن من تحقيق التكامل في تنمية الموارد الاقتصادية والبشرية والجغرافية كي نتمكن من مواجهة هذه المأساة من النزوح الانساني خلال العقد القادم. واضاف قائلا" ان التغير المناخي الذي يرافقه التراجع في المشتركات الاقليمية بالإضافة الى توقع زيادة عدد سكان الاقليم بنسبة 30 بالمائة بحلول عام 2013 يشير الى أن الفرصة ضئيلة لتجنب قنبلة ديمغرافية موقوته اذا لم يتم اعادة تقييم للنهج الحالي المتبع. ويرى سمو الامير الحسن ان بناء بنك اقليمي للإنماء وإعادة التعمير، ليشمل مقترحا اقليميا للزكاة، يعتمد على ثقافتنا والجوامع المشتركة الخلاقة طريق لمواجهة الأزمة التي تلوح في الأفق ،مشيرا الى عدم البدء محليا بتحديد نهج اقليمي محدد، فإننا لن نمكن من تقديم نموذج للحاكمية الرشيدة والمسؤولية الاجتماعية للمجتمع الدولي. ولفت في معرض حديثه الى اهمية التعاون بين الاردن والمانيا في مجالات مختلفة خاصة في مجال البرامج التعليمية والتدريبية المشتركة والذي من شانه المساهمة في اعداد جيل يمتلك مهارت للمنافسة عالميا. واعرب سموه عن تقديره للجهود التي يبذلها الطرفان في اطار تبادل الخبرات في مجال البيئة والتكنولوجيا والعلوم بما ينعكس ايجابا على تطور المجتمع وتوثيق اواصر التعاون والتشبيك. من جهته قال وزير الصناعة والتجارة والتموين حاتم الحلواني إن قطاعي الطاقة والمياه يشكلان تحديات كبيرة للنمو الاقتصادي في الاردن، حيث تستورد المملكة معظم احتياجاتها من الطاقة الأمر الذي دفع الحكومة إلى مواجهة هذه التحديات من خلال اللجوء الى مصادر الطاقة المتجددة. وأضاف ان الحكومة قامت بوضع استراتيجية وطنية للطاقة بهدف تعزيز حصة الطاقة المتجددة لتصل إلى 10 بالمئة بحلول عام 2020. وأشار الحلواني إلى الفرص العديدة المتاحة للاستثمار في الطاقة المتجددة في الاردن والتي تتوافر وبكميات هائلة، حيث تتمتع المملكة بموقع مفضل للاستثمار في الطاقة الشمسية حيث يصل عدد الايام المشمسة في المملكة إلى 330 يوما في السنة. وأكد دعم الحكومة لمشاريع الطاقة المتجددة ومضيها قدما في مسيرة الاصلاح الاقتصادي بهدف تعزيز بيئة الاعمال والاستثمار في المملكة. وقال رئيس غرفة تجارة عمان رياض الصيفي ان فاتورة الطاقة الاردنية احدى اهم التحديات الصعبة التي تواجه الاقتصاد الوطني وتتصدر اولى اولويات المسؤولين الاقتصادين في القطاعين العام والخاص . وبين ان الاردن يستورد ما نسبته 96 بالمائة من مجمل احتياجاته من الطاقة اللازمة للتنمية الشاملة وبكلفة تصل الى حوالي 22 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي تشكل ما يقارب 4 مليارات دولار وبمعدل طلب يبلغ 5ر5 سنويا بشكل عام. وقالت رئيس المنظمة الاورومتوسطية للتعاون والتنمية ادليد سيلر ان المنتدى يهدف الى الترويج للقضايا الاقتصادية الرئيسية ذات الاهمية العالمية . كما يهدف الى تعزيز العلاقات التجارية وتحفيز الاستثمار الاجنبي في القطاع البيئي في الاردن واقامة شراكة بين القطاعين العام والخاص اضافة الى تعزيز التعاون الاورومتوسطي في البرامج المشتركة. واشارت سيلر ان المانيا تسعى الى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي مع الاردن والبحث عن ايجاد حلول لمشكلة الطاقة التي تواجه المملكة . وقال السفير الالماني في عمان رالف طراف ان هذه المنتدى يوفر فرصة مثالية لمناقشة مكثفة بين القطاعين العام والخاص والمجتمعات المدنية والمنظمات العلمية لتعزيز الاستثمار الاجنبي في القطاع البيئي في الاردن . واضاف ان الوصول الى التنمية المستدامة ليست مسؤولية الحكومة وحدها بل هي هدف استراتيجي على المدى المتوسط والبعيد . وقال الامين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية نجيب صعب ان الدول العربية تواجه افلاسا في النظام البيئي بسبب انخفاض كمية المياه والعجز المتواصل في الامكانيات البيئية وزيادة الفضلات وقلة الاراضي القابلة للاستغلال .