المعرض الثقافي

"محاربة الهامش وثقافة القرب".. شعار رفعه الفنان أحمد العبيدي صاحب المركز الثقافي "بيتهوفن" في منطقة "الرقاب" من محافظة سيدي بوزيد.  ويستهدف المركز محاربة التصحر الثقافي الذي تعرفه بلدته الريفية لتلبية حق الأطفال والشباب في الثقافة والترفيه. هذه البلدة التي مثلها مثل معظم المناطق الداخلية في تونس تفتقر إلى فضاءات ثقافية ونواد للأطفال، لتحارب سوداوية الواقع المرير ولتحقق عدالة ثقافية يتمتع بها سكان الهامش قبل المركز ما جعل الفنان الشاب أحمد العبيدي يتحدى الواقع ليطوي صفحات من سنوات التهميش والنسيان لينحت بأظافره مستقبل الأجيال الجديدة لبلدته ويرسم الحب والجمال بريشة الفن. "بيتهوفن" مركز ثقافي تأسس في شهر أغسطس/ آب 2019 في منطقة الرقاب التي تعاني من انتشار للمدارس الدينية المتطرفة، تسلح به أحمد العبيدي ليرسم خططا في محاربة التعصب واجتثاثه من جذوره. وفي تصريحات لمصدر إعلامي ، عبّر أحمد العبيدي صاحب مشروع "بيتهوفن " عن إيمانه بأن الثقافة لها القدرة على تغيير الواقع نحو الأجمل.

وتابع أنه منذ نعومة أظافره وهو يحلم بأن تعرف الرقاب حركية ثقافيّة وأنشطة فنية. ويرى أن رهانه الأول هو الاستثمار في الثقافة وتوفير مناخ إبداعي للشباب المتعطش للثقافة والمنادي من أجل الفن والخلق والبناء. وبالعودة إلى رمزية اسم المركز الثقافي، قال العبيدي إن بيتهوفن الفنان والموسيقار العالمي كان يشكو من إعاقة جسدية بفقدانه السمع لكنه تحداها بفضل حبه للفن والحياة. ويعتبر العبيدي أن "قصته ألهمته باعتباره فنانا عظيما رغم معاناته النفسية والجسدية، تماما مثل المناطق الداخلية في تونس التي تحتاج لدعم ثقافي كبير للنهوض بها ولتغيير العقليات".

لذلك كان مشروعه الثقافي يرتكز على دمج الأشخاص من ذوي الإعاقة سواء كانت إعاقة جسدية أو إعاقة تنموية لتكوين شباب مبدع، وفق العبيدي.

وتابع أن ما حفزه على تأسيس مركز ثقافي هو مسرحية "حتى أنا عندي حلم"، التي أشرف على إنجازها سنة 2016، ومثل فيها شباب منطقة "الرقاب" من ذوي الإعاقة الجسدية التي أبرزت له مدى قدرة الفن على تغيير الواقع والشخصيات. لذلك قرر منذ ذلك الوقت تحقيق حلمه بإنجاز أول مركز ثقافي في منطقة داخلية مثل الرقاب. وتابع أن "بيتهوفن" هو خطوة من المشروع الفكري الذي يجب ان يتأسس في منطقة "الرقاب " التي ينقصها الفن والثقافة الإنسانية والنوادي الثقافية والمسارح والمهرجانات، مضيفا أن الدولة مازالت لم تراهن بعد على القطاع الثقافي وخاصة، الخاص منه ما جعل مركزه الجديد يتأسس بصفر مليم من وزارة الشؤون الثقافية وبتمويل ذاتي فقط. وأكد أن من خلال الفراغ الثقافي يمكن للتطرف أن يدخل من الباب الكبير لتفكير أي إنسان. ويستعد المركز الثقافي "بيتهوفن " لتنظيم دورته الثانية من مهرجانه السنوي من 20 أغسطس القادم إلى 25 من الشهر ذاته بتقديم عروض فنية ملتزمة وهادفة

قد يهمك ايضا 

كاتبان تونسيان في القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية 2021

المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات تعلن عن تنظيم أسبوع للمسرح التونسي