دمشق- العرب اليوم
يسكب الأديب والروائي حسين ورور بعضا من خبراته ورؤاه في الحياة في كتابه الجديد الذي صدر بعنوان “أوراق لا تحترق”.
وضم الكتاب مجموعة نصوص نثرية اعتمدت التكثيف البنيوي بانتقاء المعاني عالج عبرها انعكاسات للواقع الاجتماعي بتداعياته وتناقضاته بأسلوب إيحائي تجنب الرمز والضبابية.
وفي نصوص جاءت بعنوان من الوحل يحذر ورور الإنسان الذي يعتبر أهم لبنة في بناء المجتمع من أي خلل في سلوكه لأن هذا يؤدي به إلى حياة عقيمة صادمة مستخدما بنيانا مرصوفا بتقنية وبدلالات عالية يقول”:
“في الساقية ذاتها نحن نشرب مع الفجر وتشرب الدواب بقية النهار”.
ثم يتجه في نص آخر إلى رسم لوحة طبيعية مكونة من ألفاظ مستعارة من
الكروم والجبال والبيئة المحيطة معتمدا على موضوع متوازن حيث يقول:
“عواء ابن آوى الصاخب
بين الكروم الشمالية
احتفال بموسم ثمار جيد”.
ويعبر الأديب ورور عن الشموخ والنهوض والتطور بومضة مختصرة شديدة الإيحاء تعمد بناءها بتقنية فنية مكونة من كلمات صغيرة العدد شديدة الدلالة فيقول:
“يا عباد الشمس
المتجه إلى ضوء الشمس كم أحبك”.
أما القيم الاجتماعية الإيجابية فهي من الأشياء التي يشير إلى أهميتها كالتماسك الاجتماعي والتربية والسلوك القويم معتمدا على إيحاء بعيد المدى شديد الأهمية فيقول:
“قال لي أبي ذات يوم يتباعد في الزمن
لا تدقوا المسامير في جسر البيت فتضعف قوته
وقد ينهار على من فيه”.
مجموعة النصوص النثرية الصادرة عن دار هدوء للنشر تقع في تسعين صفحة من القطع المتوسط أما مؤلفها حسين ورور فهو أحد أعلام الرواية السورية المعاصرة من مواليد شهبا بالسويداء سنة 1940 حاز العديد من الجوائز منها دمشق للرواية العربية عام 2016 وصدر له العديد من الكتب في الرواية والقصة القصيرة والمسرح والشعر والبحث التاريخي إضافة لتمثيليات إذاعية وتلفزيونية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا
تكريم يحي يخلف بمناسبة فوزه بجائزة الرواية العربية
:مراد القادري يؤكد أنّ تحوّل شعراء إلى الرواية يُسهم في "شعْرنة النثر"