تونس-تونس اليوم
أكد رئيس المجلس العربي والرئيس التونسي الأسبق محمد المنصف المرزوقي ، في تعليقه على تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التي أثارت ضجة في العالم الإسلامي، أن الشعب الفرنسي لديه خلط كبير في ادراك مجموعة من المفاهيم المرتبطة بالإسلام، والقضايا الاسلامية والجماعات الاسلامية شأنه في ذلك شأن العرب الذين يضعون كل الغرب بثقافاته المتنوعة، وعلومه، وسلوكه؛ في سلة واحدة ويصدرون حكما عاما عليه بمعاداته للإسلام وبكونه حسنا، أو سيئا.
وأوضح المرزوقي ، أن هناك خلطا كبيرا في فرنسا بين الإسلام، والإسلام السياسي، وبين الإسلام السياسي المدني، والإسلام السياسي المسلح، وأيضا بين الإسلام السياسي، والأصولية وبين الأصولية الفكرية، والأصولية الجهادية التي تؤدي إلى السلاح، وبين الإسلام السياسي المسلح الشرعي مثل المقاومة في غزة وبين الإرهاب.
وأشار إلى أن هذا الخلط ساهم في خلق مثقفين فرنسيين من المرتزقة ، مشددا على ضرورة التفريق بين القيم، والحضارة، وبين الشعب، والمؤسسات المدنية، وبين الأنظمة دون الخلط بينهم.
ودعا الى ضرورة التميز بين الجانب السياسي والجانب الثقافي عند تناول هذا الموضوع، موضحا بأنه سياسيا ينظر إلى تصريح ماكرون على أساس أنه مغازلة لأصوات اليمين المتطرف، بحيث يتم حصره في اطار المنافسة الانتخابية ، أما ثقافيا فإن هذا الطرح ذا أبعاد خطيرة على المدى الطويل ما من شأنه أن يهدد قيم الجمهورية الفرنسية مشيرا إلى أن كثيرا من أصدقائه من المثقفين الفرنسيين لا يقبلون هذا الطرح، ولا العبث بهذه القيم، من حيث كون المكاسب الانتخابية آنية بينما الاحتفاظ بعلاقة طيبة مع العالم الاسلامي أكثر فائدة سيما إذا كانت فرنسا تطمح إلى لعب دور مستقبلي كقوة في البحر الأبيض المتوسط التي ارتبطت بدوله تاريخا إلى حد ما، وان كانت علاقتها الاجتماعية والاقتصادية لاتزال محصورة بنسبة 80% بأوروبا ، وفق تعبيره .
ونوه إلى أنه حتى نفهم تصريح ماكرون يجب أن نفهم نشأت العلمانية في فرنسا، حيث نشأت على اثر ثورة استهدفت الطبقة الارستقراطية المتحالفة مع الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا، فالعلمانية الفرنسية في رأي المرزوقي تناصب جميع الأديان العداء وليس الدين الاسلامي وحده، ولكن باقي الأديان خرجت خارج دائرة المنافسة ولم يبقى سوى الدين الاسلامي الأكثر ظهورا في فرنسا.
قد يهمك ايضا
الرئيس التونسي يؤكد لماكرون أن هناك أطراف تريد إرباك فرنسا
تونس تتعاون مع فرنسا لكشف ملابسات هجوم نيس