دبي - العرب اليوم
تجمعت الصديقات وأطفالهن في منزل إحداهن، وكان لقاء جميلاً، وكان يوماً مليئاً بالأحاديث ومناقشة مواضيع الأزواج والزوجات، وتربية الأبناء والتعامل مع مشاكلهم في هذا الوقت تحديداً، وكن إيجابيات وكل منهن توجه الأخرى بالإحسان والعطاء والتغاضي والصبر والحب. فجأة سمعن صوت شجار وإذا بإحدى الأمهات تقول: «لا ترتبكن هذه عادتهما ابنتي وأخيها الأصغر في خلاف دائم». فسألت الأخرى: «أهو على رأسها؟ (أي وُلد بعدها)». فأجابت الأم: «نعم تكبره بسنتين».
والسؤال هنا، هل ترتيب الأبناء له دور في تكوين الخصائص الشخصية للفرد وعلاقته بالعائلة وبنفسه وبالآخرين؟ أم أنه مجرد رقم ضمن تعداد العائلة؟
المولود البكر
هو الطفل الأول للوالدين والعائلة الكبيرة، وهو الطفل الذي يحظى باهتمام كبير ودلال يفقده بمجرد ولادة الطفل الثاني، وهنا تتشكل لديه الغيرة بشكل مباشر فيبدأ الطفل الأول في محاولات لفت نظر الوالدين ومحاولة إرضائهما. كما يحرص الأبكار على التميز ويعملون بجد وجهد مكثف، حتى يحصلوا على مناصب تستحق الثناء، وعادة ما نراهم في مناصب إدارية عليا كمديرين ومسؤولين، أو مهن تقدم الرعاية، حيث إنهم يهتمون بالآخرين ويضحون لأجلهم، وذلك من خلال دورهم في الأسرة، حيث يساعدون إخوانهم الأصغر على الحصول على الثناء من الوالدين.
المولود الأوسط
هو الذي يتلاءم مع الجميع، ويشعر بأنه قريب منهم حيث الأعمار متقاربة، اجتماعي، ولكنه قلق ويفضل أن يتميز بشكل مختلف، فنراه يرتدي ملابس غريبة، ويدافع عن الآخرين من باب التعاطف، كما أنه مرن ويقدم تنازلات للحفاظ على العلاقة، ويتميز بالعمل ضمن الفريق.
المولود الأخير
آخر العنقود، هو المتمرد والمهرج وكثير الحركة وحبيب الوالدين، يحصل على ما يريد من دون جهد، والطفل الذي لا يكبر ويحصل على مكافآت الوالدين في جميع المراحل العمرية، مبدع يحب العلوم ويتخصص فيها ليمارس الابتكارات، قد يكون متلاعباً، ولكن بلطف، ويحبب من حوله فيه للحصول على ما يريد من دون جهد أو تصادم.
الطفل الوحيد
هو الذي يخضع للحماية المفرطة ويحصل على كل ما يريد، بل ويقضي الوالدان معظم أوقاتهما معه، فهو يكبر ولديه القدرة على التعايش مع نفسه ولا يخشى الوحدة، كما يتميز بثقة عالية، لأنه اعتاد العيش في أسرة تتكون من الوالدين فقط، فقد لا يحبذ المشاركة أحياناً وقد يعاني في حياته الزوجية مستقبلاً، لأنه يحبذ الهدوء والنظام والترتيب.
معايير مختلفة
قد لا تنطبق عليك تلك الخصال الشخصية، ولا نستطيع أن نجزم ذلك، لأن في القضايا النفسية نحن لا نعتمد على قوانين صارمة يمكن تطبيقها على الجميع، بل هناك معايير مختلفة وعوامل تتداخل في تكوين الشخصية منها بيولوجية وبيئية واستعدادات نفسية وعلاقات إنسانية، لها الأثر في شخصية الفرد وسلوكياته وأفكاره، كما أن العلاقة مع الوالدين مهمة جداً ومدى اقتدائك بهما، والأهم علاقة الفرد بذاته، وبالتالي ليست هناك قاعدة، ولكن مبادئ ودعوة توجهنا للتعرف إلى أنفسنا والتعرف إلى الآخرين من حولنا.
وقد يهمك ايضًا: