الرياض - رياض أحمد
تحظى جزيرة جانا العائمة فوق المياه الإقليمية للسعودية في الخليج العربي، على اهتمام الكثير من الباحثين والصيادين، نظرًا لما تمتكله من مقومات بيئية أهلتها أن تكون الجزيرة الأم لأكثر من عشرين ألف طائر. واعتادت تلك خلال هذه الأشهر زيارتها أثناء رحلتها من القطب الشمالي في اتجاه القطب الجنوبي، محاطة بمياه فيروزية اللون.وتتميز جزيرة جانا عن نظيراتها من الجزر السعودية بشكلها البيضاوي، إذ يبلغ طولها 1050 مترا وعرضها نحو 300 متر، مسترخية برمالها البيضاء على مياه الخليج ما بين جزيرتي "جريد"، و"كاران" إحدى جزر المحميات الطبيعية الـ 5 التابعة للسعودية مع "كرين" و"حرقوص" التي تضم أبرز التجمعات الإحيائية الطبيعية في الخليج العربي.
وتسبح نحو 150 جزيرة سعودية في مياه الخليج العربي متفاوتة في طبيعتها ومساحتها، ومنها ما يطلق عليها جزر "الضحضاح"، التي تختفي مع ارتفاع مياه الخليج أثناء حركتي المد والجزر، وتخضع جميعها لمتابعة يومية من قبل حرس الحدود للحفاظ عليها، وتأمين حركة تنقل مرتاديها.
وتعد "جانا" إحدى الجزر السعودية البكر التي تسكن الخليج العربي، ويستغرق الوصول إليها بحرا نحو 25 دقيقة من مدينة الجبيل، بينما زارها وفد من شركة "أرامكو" السعودية عام 1977 لإجراء دراسات علمية عليها، وسط اهتمام الهيئة السعودية للحياة الفطرية بتنمية ثروتها البيئية، حيث فتحت المجال أمام الباحثين من الجامعات السعودية لإجراء بحوثهم عليها.
ويقصد الجزيرة طيور "الخرشنة" التي تتخذ مسارا ثابتا ومحددا في حركتها بمساعدة أرجلها القصيرة، وذيلها الشبيه بالشوكة، التي يشير خالد بن علي الشيخ، مدير مركز الجبيل للأحياء البحرية، إلى أنها من الطيور التي تعيش في القطب الشمالي للكرة الأرضية، وتعبر الخليج العربي في رحلتها للجنوب خلال هذه الأشهر من كل سنة.
وأضاف الشيخ أن طيور الخرشنة 4 أنواع هي: الخطافية، والمتوجة الصغيرة، والمقنعة، وبيضاء الخد، وتحل هذه الطيور في "جانا" لتتكاثر فيها، ومن ثم تغادرها بعد أن تخرج فروخها من البيض خلال 28 يوما، ومن ثم تستطيع الطيران مع بقية الأسراب في غضون ثلاثة أشهر.
وأوضح أن قرابة 140 سلحفاة من نوع صقرية المنقار تزور جزيرة جانا خلال موسم التكاثر من 3 إلى 7 مرات، تبيض في كل مرة نحو 95 بيضة.