موجة الحر تلهب سورية وتقنين الكهرباء

تتعرض سورية لموجة حر شديدة مترافقة مع عواصف غبارية ضربت مناطق مختلفة، أشدها في مدينة السويداء حيث وصلت درجة الحرارة في العاصمة دمشق إلى 48 درجة ظهرًا و30  ليلًا.

وتأتي تأثيرات هذه الموجة الصيفية النادرة مضاعفة على السوريين، حيث امتدت ساعات تقنين الكهرباء في بعض المناطق لتصل إلى أكثر من 16 ساعة، فضلًا عن وجود مشكلة حقيقية في تأمين المياه ﻻسيما في حلب ودير الزور.

وأكد الراصد الجوي شادي جعفر  في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ موجة الحر التي تشهدها سورية ناجمة عن منخفض موسمي هندي، مشيرا إلى أن ذروة الموجة هي أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء.

 وأوضح جعفر أن ما يميز الموجة هي ترافقها مع رطوبة نسبية مرتفعة، لافتا إلى أن نهاية الأسبوع ستشهد بدء انحسار موجة الحر لكن الحرارة ستبقى فوق المعدل.

وأضافت مصادر مطلعة، أنَّ العاصفة الرملية أدت إلى وفاة شخصين في السويداء وحدوث حالات اختناق، فضلا عن تسببها بحدوث حرائق في غابات اللاذقية وحمص.

وذكر رئيس جمعية هواة الفلك السوريين محمد العصيري، أن موجة الحر شملت دولًا عدة حول العالم منها العراق وباكستان وإيران، مشيرا إلى أن هذه الحالة تعتبر حالة مناخية استثنائية.

وبيَّن العصيري أنَّ أعلى درجة حرارة منذ 15 عامًا سجلت في دمشق آب/ أغسطس 2010 وهي 43 درجة مئوية فيما سجلت، الأربعاء، 48 درجة ما يعين وجود عوامل غير طبيعية، منوهًا بأنَّ وضع الشمس حسب المرصد الشمسي ﻻ يشير إلى وجود نشاط شمسي غير طبيعي بل على العكس مستقرة تماما.

ولفت إلى أن الاحتباس الحراري يمكن أن يرفع درجة حرارة الأرض إلى درجة أو درجتين ولكن ليس إلى هذه النسبة العالية، مرجحا أن تكون هناك ظواهر مناخية غير مدروسة لم يتوصل إليها العلماء بعد أو أن تكون هناك حالة ناتجة عن التلاعب بالمناخ سواء عبر مشروع "هابل" الذي أجري في اﻻسكا والذي تم فيه التلاعب من خلاله بطبقة الاينوسفير والذي يمكن أن يؤدي إلى مثل هذه التأثيرات.

واستدرك: "لكن هذه التغيرات المناخية لم تجعل الحكومة تتخذ إجراءات للتعاطي مع هذه الحالة الاستثنائية بل تركت المواطن وحده يواجه هذه الموجة في ظل انقطاع للكهرباء يستمر طوال ساعات النهار والليل إضافة للشح في المياه".

وتابع: "لم يجد السوريون سوى صفحات الفيسبوك ليبثوا عبرها شكواهم من الوضع الخدمي الذي وصل إلى حالة مزرية دون أن تلقى صدى فيما اكتفى المسؤولون الحكوميون بالصمت أو حث السوريين على الصبر".

وأدت الموجة إلى انعكاسات صحية خطيرة وبخاصة على الأطفال حيث أكدت المختصة في طب الأطفال الدكتورة سمر بخيت، حدوث حالات ارتفاع حرارة كبيرة بين الأطفال وإصابات فيروسية واختلاجات نتيجة الحرارة المرتفعة، مشيرة إلى حالات تسمم نتيجة الأغذية الفاسدة إضافة إلى ضربات الشمس.