فحص الأراضي الزراعية في قطاع غزة

طالب ممثلو مؤسسات زراعية ومزارعون في قطاع غزة بإجراء فحوص مخبرية وتحاليل على أجزاء من التربة في الأراضي الزراعية التي تعرضت للقصف خلال العدوان الاسرائيلي الأخير.

وحذر هؤلاء من البدء في استصلاح الأراضي الزراعية دون التأكد من خلوها من التأثيرات الإشعاعية والكيميائية التي تضر بالإنتاج النباتي.

وأوضح عميد كلية الزراعة في جامعة الأزهر في غزة، الدكتور نصر أبوفول، أنه "دون شك أن الصواريخ والمتفجرات التي أُلقيت على قطاع غزة تركت أثرًا على البيئة بشكل عام لذا من الضروري التأكد من نسبة ونوعية هذا التأثير على التربة في الأراضي الزراعية بالذات".

وأضاف أبو فول أن ثمة تعاون بين جامعة الأزهر وبعض المؤسسات ذات العلاقة بإجراء الفحوص اللازمة، موضحًا أنه يجري فحوص مخبرية، وفق المُتاح في المعامل المختصة في الجامعات والمؤسسات المحلية، لكن الأمر يحتاج لفحوص أكثر تطورًا بهدف التأكد من عدم وجود تأثيرات إشعاعية على التربة، وبالتالي على الإنتاج الزراعي الذي يُعد سلة الغذاء الرئيسة في القطاع.

وتابع أبو فول "تفتقر جميع المعامل في القطاع لإمكانات إجراء فحوص التأثير الإشعاعي على التربة الزراعية بعد تعرضها للصواريخ وبراميل المتفجرات، لذا نحن أمام مشكلة كبيرة لعدم وجود هذه الإمكانات"، داعيًا إلى تظافر الجهود من أجل إجراء هذه الفحوص وبأي شكل.

من جهته أوضح مدير عام الحماية والمصادر الطبيعية في سلطة جودة البيئة، المهندس بهاء الدين الأغا، أن القصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ قد يعرض التربة الزراعية للتأثير الإشعاعي والكيميائي، والذين بدورهما يتركان أثرًا سلبيًا على صحة الإنسان.

وأضاف الأغا أن سلطة جودة البيئة بدأت ومنذ فترة بإجراء فحوص مخبرية أولية على الأراضي الزراعية المقصوفة، لقياس مستوى المواد السامة فيها، عبر نقل عينات محددة من التربة، والتي بينت النتائج خلو هذه العينات من المواد السامة، منوهًا إلى أن الفحوص المخبرية اللازمة لم تكتمل بعد.

وأكد الأغا أنه يجري الآن جمع عينات أخرى من التربة لإجراء الفحوص، علمًا أن سلطة جودة البيئة وبالتنسيق مع الجامعات أخذت نحو 50 عينة وجار فحصها، مشيرًا إلى أن علمية الفحص تحتاج للتمويل، وهناك مبلغ يقدر بنحو ثلاثة آلاف دولار ونصف لهذا الغرض.

وشدد الأغا على أن المناطق التي أخذ منها عينات لم تظهر فيها أي علامات للتلوث، مشيرًا إلى أن عملية الفحص الإشعاعي تتطلب إمكانات كبيرة، لا تتواجد في قطاع غزة.

وأوضح الأغا أن فريقًا متخصصًا من برنامج الأمم المتحدة للبيئة سيزور قطاع غزة الشهر المُقبل، للإشراف على عملية الفحوص ومتابعتها، مؤكدًا أن جميع النتائج سيتم إعلانها على الملأ، لأخذ الترتيبات اللازمة.

ومن جانبه؛ أوضح مدير دائرة المتابعة والتقييم في وزارة الزراعة، المهندس أكرم أبودقة، أن تأكيدات من المزارعين والمؤسسات وبجهود من مهندسين متخصصين، لوحظ أثر كبير على التربة الزراعية في القطاع، خصوصًا في المناطق التي تعرضت للقصف وإلقاء البراميل المتفجرة بشكل مباشر.

وأوضح أبودقة أن هناك تأكيدات بتحول لون التربة الزراعية في بعض المناطق التي كانت مخصصة لزراعة أصناف من الخضروات والمواد الغذائية الأساسية، مشيرًا إلى أن هناك تغيرات في لون التربة تميل إلى القتامة والأسود.

وأكد أبو دقة، أن الوزارة تبذل جهودًا كبيرة لإجراء الفحوص المخبرية والتحاليل اللازمة، مشيرًا إلى أن وزارة الزراعة في قطاع غزة تفتقر إلى مثل الأجهزة والإمكانات اللازمة لفحص التربة من التأثير الإشعاعي.

وكشف أبودقة أن الوزارة تواصلت مع السفارة القطرية بهذا الخصوص للتدخل من أجل فحص التأثير الإشعاعي على التربة الزراعية في قطاع غزة.

يذكر أن تقرير لوزارة الزراعة بين أن نحو عشرة آلاف حفرة كبيرة خلفتها عمليات القصف الجوي بالصواريخ والبراميل المتفجرة خلال فترة العدوان التي استمرت في الفترة ما بين الثامن من شهر تموز/ يوليو، وحتى السادس والعشرين من شهر آب/ أغسطس، في الأراضي الزراعية، فضلًا عن تجريف نحو 34 ألف دونم واقتلاع نحو 87 ألف شجرة.