لندن ـ كارين اليان
كشفت دراسات فلكية دقيقة، أنَّ الجمعة، سيشهد 3 ظواهر فلكية لا تتزامن إلا كل مائة ألف سنة هي كسوف للشمس مع ذروة الاعتدال الربيعي بحضور القمر العملاق؛ أي عندما يتزامن اكتمال القمر مع وصوله إلى أقرب نقطة من الأرض.
وأكدت أنَّ أحسن موقع لرؤية الكسوف الأول هذا القرن والعاشر منه، كاملا هو جزر فارو بالقطب الشمالي، ويبدأ نحو الساعة 12:41 ويظهر كاملا نحو 2:09 ويزول 3:22 فيما ينتهي تماما 4:50، بتوقيت القاهرة.
ومن المتوقع أن تشهد أجزاء كبيرة من البلاد العربية في مواقع ومدن معينة الكسوف جزئيًا وبنسب متفاوتة في أوقات متفاوتة عدا السودان وجزر القمر، ومن المدن المتوقع أن تشاهد الكسوف مدينة عرعر السعودية، وبغداد، ودمشق، وبيروت، وعمان، والقدس، والقاهرة، وتونس، والجزائر، والرباط، ونواكشوط
ما يعني أن المدن السودانية كافة ستظهر فيها الشمس ساطعة دون حجاب خلال ساعتي كسوفها ولن ينقطع عنها ضوء الشمس ولن يحل عليها ظلام بسبب كسوف جزئي أو كامل.
وأعلنت شركات كهربائية أوروبية تعمل بالطاقة الشمسية عن استنفارها استعدادا لأي احتمالات قد تنتج بسبب احتجاب الشمس كمولد رئيسي للتيار الكهربي.
وأوضحت الشبكة القومية للطاقة الكهربية في بريطانيا، أمس الخميس، أنَّ البلاد مستعدة للتعامل مع ظاهرة كسوف الشمس صباح الجمعة، وأشارت إلى أن إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية سيتراجع بواقع 850 ميغاوات، لكن من المتوقع انخفاض الطلب على الكهرباء بواقع 1100 ميغاوات؛ لأن الناس سيكونون خارج منازلهم لمشاهدة هذه الظاهرة.
وأشارت الشبكة إلى أنَّ تأثير الكسوف سيكون بتناقص الطلب بواقع 200 ميغاوات الساعة 0930، بينما يكون الناس يشاهدون الظاهرة، لافتة إلى أنَّ بريطانيا تنتج نحو 5 آلاف ميغاوات من الطاقة الشمسية منذ كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، ما يمثل 5.1 في المائة من إجمالي توليد الكهرباء في البلاد.
وأفادت ألمانيا، وهي أكبر بلد تستعين بالطاقة الشمسية في القارة الأوروبية، بأنَّها مستعدة للتعامل مع الانخفاض والارتفاع الحاد في الطاقة الكهربية خلال فترة الكسوف، إذ تحصل على 38200 ميغاوات من قدرة الطاقة الكهروضوئية، وتعتبر أكثر الدول الأوروبية اعتمادا على الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة وتقدر نسبة الاستهلاك الكهربي الناتج من طاقة شمسية في ألمانيا العام الماضي 18 في المائة.
وفي هذا السياق، تم الإعلان عن استعدادات وافرة لتغطية النقص من موارد مائية وحتى محطات تعمل بالفحم والغاز كما تم أوروبيا تكوين فريق عمل للتنسيق، ويعبر الكسوف القارة الأوروبية من فنلندا شمالا إلى البرتغال غربا.
وحذرت مواقع من زلازل قد تحدث عقب الكسوف اعتمادًا على تجارب سابقة، موضحة أنَّ 45 في المائة من حالات الكسوف في العالم تسبقها زلازل أو تتبعها بأيام.
وعبَّر كثيرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن نياتهم التغيب صباح الجمعة، لمتابعة الكسوف والاستمتاع بمراقبته كظاهرة نادرة، مشيرين إلى أنَّ التحدي الأكبر هو التقاط "سيلفي" فردي وجماعي من الشمس وهي تحتجب كسوفا.
ويعتبر كسوف الشمس ظاهرة فلكية تحدث عندما تكون الشمس والقمر والأرض على استقامة واحدة، وكأنهم على خط متساو، فيبدون بحجم متساو، رغم أن قطر الشمس يكبر قطر القمر نحو 400 مرة وتعد أبعد منه بنحو 400 مرة، ولحظات الكسوف يكون القمر في المنتصف بين الشمس والأرض فيلقي ظله على الأرض وترتبط ظاهرة الكسوف بفارق الحجمين الظاهرين للشمس والقمر.
ويُعد الكسوف كليا عندما يصل القمر إلى سطح الأرض فينكسف كامل قرص الشمس بالنسبة إلى الذين يكونون في الظل الذي تعكسه على الأرض فينقطع عنهم نورها، هذا بينما يكون الكسوف جزئيا في المناطق التي يسقط فيها شبه ظل القمر على سطح الأرض.
وبالطبع، لم يسلم كسوف الشمس من محاولات لاستغلاله تجاريا إذ عمدت مكاتب سفر وسياحة للترويج وقبل أشهر لرحلات لأحسن مواقع تسمح برؤيته.
وبدورها، عمدت محال للاستفادة من التحذيرات الطبية بعدم النظر للشمس لحظات الكسوف بالعيون المجردة والحرص على ضرورة استخدام نظارات تقي من مختلف أنواع الأشعة، فنشطت لبيع مختلف أنواع النظارات الواقية، ولم يقتصر المجال على محال متخصصة بل عمدت مقاه ومطاعم للإعلان عن توزيعها نظارات مجانية مقابل إفطار "كسوفي" خاص أو غداء مبكر يتماشى ولحظات احتجاب الشمس ثم عودة ظهورها.
كما تنوعت أشكال النظارات وفقا لآخر التصميمات، فظهرت أنواع سوداء معدنية صلبة وكأنها "دواعشية"، بينما ظهرت أخرى جميلة بألوان الموسم، وفي مقدمتها اللون "البمبي الزهري المورد".
ولم يغفل رجال دين يهود من الإشارة لحقيقة أنَّ الكسوف أكثر ما يكون وضوحًا في دول الشمال الأوروبية.
ونشر مؤلف كتاب "أقمار الدم: فك رموز العلامات السماوية" بوب أودل، أنَّ تلك الدول عندما تنظر في ظلام الكسوف سترى ظهور الإسلام والمشاعر المعادية لـ"إسرائيل" وللأوروبيين، مشيرًا إلى أنَّ الكسوف يصادف اليوم الأول من التقويم الديني اليهودي.
بينما قال أحدهم إنَّ وضوح الكسوف في القطب الشمالي الحر، من ملكية أي دولة أو شعب، هو رسالة إلهية للعالم أجمع بيوم الحساب.