الرياض – العرب اليوم
أكّد الباحث في قسم علوم الفلك والفضاء، في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، ملهم بن محمد هندي أنه على الرغم من وجود تحذير بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الأيام المقبلة بسبب عاصفة شمسية ستضرب الأرض، من المهم توضيح أن الانفجارات والعواصف الشمسية بريئة منها، فليس للنشاط الشمسي أثر مباشر على درجات الحرارة على الأرض ولا يمكن حتى الآن توقع الانفجارات الشمسية قبلها بفترة تزيد عن اليوم، ورغم الدراسات المكثفة مازلنا عاجزين عن تحديد توقيت وقوة الانفجار بدقة.
وأضاف الباحث الفلكي، في تصريحه، أن الشمس في هذه الفترة تمر بنهاية الذروة لدورة النشاط الشمسي الحالية، ودورة النشاط الشمسي تستمر 11 عامًا وتكون الذروة في منتصفها، ويعتبر نشاط الشمس الحالي أهدأ من الدورتين السابقتين رغم تسجيل الحرارة درجات قياسية على مدى الثلاثين عامًا السابقة حسب خبراء الطقس، وهذا لا يتناسق مع النشاط الشمسي مما يدل على عدم الارتباط المباشر بين الظاهرتين.
وبيّن أن للانفجارات الشمسية أثرًا مباشرًا على الأقمار الصناعية تؤدي إلى تلف أجهزة دقيقة فيها و تقطع الاتصال معها أو تلفها بشكل نهائي، أما الأثر على الأرض فهو محدود في مناطق الأقطاب الشمالية والجنوبية، فللانفجار الشمسي ثلاث موجات، الأولى تصل إلى الأرض لحظة حدوث الانفجار وهي في نطاق "الراديوي" وأشعة "إكس" وهذه تسبب تشويشًا على بعض نطاقات الراديو والاتصالات التي تستخدم هذه الترددات.
وتصل الموجة الثانية بعد ساعات من الانفجار وهي تتمثل في بروتونات وإلكترونات مشحونة تؤثر بشكل مباشر على الأقمار الصناعية و سلامة ركاب الطائرات التي تعبر قرب الأقطاب بشكل طفيف وتُجنب شركات الطيران ركابها بتغيير المسارات أثناء وصول الموجة الثانية.
وتصل الثالثة بعد يومين من الانفجار وتتمثل في غازات ومادة الشمس التي قذفها الانفجار نحو الفضاء وهذه المادة تحمل مجالات مغناطيسية عالية تؤدي إلى رفع الحمل على مولدات الكهرباء وقد تؤدي إلى إحراقها كما تسبب ظاهرة الشفق القطبي.
وأكد هندي أن هذه الآثار تضرب المناطق القطبية فقط والمناطق القريبة جدًا منها، ويختفي أثرها كلما ابتعدنا عن الأقطاب.