الفراشات

كشف عالم البيئة البلجيكي هانز فان دايك أنَّ الانخفاض الكبير في أعداد الفراشات في بريطانيا بسبب تغير المناخ، يخلق جيلاً ضائعًا، مؤكدًا أنَّ الفراشات تقع ضحية للتغير المناخي، لاسيما مع اختفاء فراشات الجدار البنية، من المساحات الشاسعة في جنوب إنجلترا.

وأربك التغير المناخي المحفاظين على البيئة لعقدين من الزمن، ولكن الأدلة الجديدة تشير إلى أنَّ الفراش يموت بسبب الطقس الحار، وأنَّ "بيض الفراشات يفقس بعد فوات الأوان من العام".

وأدى ارتفاع درجات الحرارة، جراء التغير المناخي، في الأعوام الأخيرة، إلى تحليق صغار الفراشات مع حلول أيلول/سبتمبر، وتشرين الأول/ أكتوبر، عوضًا عن تموز/ يوليو وآب/ أغسطس.

وأكّد الباحثون بقيادة بروفيسور فان دايك، أنَّ تلك الفراشات تقع في "فخ تنموي"، فبحلول الخريف يكون الطقس باردًا جدًا، ولا يوجد نباتات مناسبة لتناول الطعام قبل حلول فصل الشتاء، معتبرين أنَّ "هذه الفراشات الخريفية هي جيل ضائع".

وانخفضت نسبة الفراشات الجدارية في بريطانيا بـ86%، منذ عام 1976، وبدأت تتلاشى في وسط وجنوب إنجلترا، ولكنها متواجدة في المناطق الساحلية.

ووجد العلماء، في بحث نشر في مجلة "أكيس" الدولية، بعدما تم وضع اليرقات في أوان مغلقة، في المواقع الساحلية والداخلية في بلجيكا، في مناخ فصل الصيف، أنَّ "جميع اليرقات التي وضعت في الأماكن الداخلية وضعت بسرعة لتصبح الجيل الثالث من الفراشات التي تظهر في الخريف، أما المواقع الساحلية، فقط 42.5% تطور إلى الجيل الثالث، وغالبية اليرقات تنتظر دورة الحياة، لقضاء فصل الشتاء، وتصبح فراشة كاملة في العام التالي".

وبيّنوا أنَّ "المناخ الجزئي في المواقع الداخلية كان على متوسط 1.2 درجة أكثر دفئًا مما كانت عليه المواقع الساحلية، مما يؤكد أن الظروف الجوية الأكثر برودة مكنت الفراشات من الحفاظ على دورة الحياة التقليدية".

وأبرز المسؤول عن حفظ الفراشات ريتشارد فوكس أنَّ "هذا العام شهد الكثير من الظواهر غير العادية في فصل الخريف"، مشيرًا إلى أنَّ "بعض الفراشات الأخرى أذهلت العلماء بسرعة تكيفها مع الظروف المتغيرة".

وأكّد العالم البلجيكي فان دايك أنَّ "النتائج التي توصلوا إليها ليست دليلاً دامغًا، ومطلوب المزيد من الأبحاث، فقد يكون هناك عوامل أخرى بصرف النظر عن تغير المناخ، تتسب في انقراض الفراشات، ربما زيادة التلوث والنيتروجين الذي يغطي الجدار النباتي ويقف عائقًا في طريق غذاء اليرقات".