الحرارة الزائدة تكبد قطاع الدواجن خسائر
فاس - محمد بن عمر
أكثر من 100 مليون سنتيم، هي حجم الخسائر التي تكبدها قطاع الدواجن في فاس خلال الأسبوع الماضي فقط، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، و"يمكن لهذه الخسائر أن تتضاعف مرتين مع استمرار درجة الحرارة خلال الأيام القليلة المقبلة"، وعبرت "جمعية مربي الدواجن في مدينة فاس" عن التقديرات الأولية بقلق شديد(علما
بأن 100 مليون سنتيم يساوي مليون درهم علما بأن الدولار يساوي 8 دراهم مغربي).
فالخسائر التي لحقت بمربي الدواجن خلال الأيام الأخبرة في ضواحي فاس (وسط المغرب)، كانت بسبب نفوق أكثر من 35 ألف من الدجاج الذي يُربى في مزارع خاصة في مناطق عين الشقف وتاوجطات ورأس الماء وسيدي خيار.
أحد أعضاء جمعية مربي الدواجن في فاس، ويدعى عبد الله السالمي اعتبر أنه في ظرف أقل من أسبوع، فَقَدَ المنخرطون في الجمعية الآلاف من الكتاكيت والدجاج الذي كان معدا للتسويق، بعد نفوقها نتيجة الحرارة المفرطة التي سادت منذ مطلع شهر آب/أغسطس الجاري، رغم الاحتياطات التي اتخذها بعض المربين قبل حلول الصيف الجاري لتفادي تأثير موجة الحر على دواجنهم، ومنها اقتناء عدد من المراوح وتزويد مزارعهم بأحواض مائية إضافية، واعتماد نظام التهوية الكافية، إلا أن هذه الإجراءات لم تجد نفعا.
المربون المتضررون سارعوا إلى تسويق كمية من الدجاج الذي كان مهددا بالنفوق، نتيجة كثرة الطلب في الأسواق المحلية، في مقابل غياب وحدات إنتاجية قادرة على تحويل لحم الدجاج إلى لحوم مصنعة، وظل الأمل يراود الكثير منهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
عبد الله الذي يستثمر في هذا القطاع منذ أكثر من عشرة أعوام، وجد نفسه في وضعية لا يحسد عليها، بعد أن تكبد خسائر قدرها بقرابة ستة ملايين سنتيم (أي 60 ألف درهم علما بأن الدولار يساوي قرابة 8 دراهم). بالقرب من مزرعته توجد ما لا يقل عن أربع مزارع أخرى لتربية الدجاج، من بينها مزرعة عبد الواحد العلامي التي فقدت هي الأخرى أكثر من 500 كتكوت ودجاجة، فضلا عن فقدان مزارع أخرى لكميات متفاوتة من الدجاج بسبب الحرارة الأخيرة.
وبسبب هذه الخسائر التي ضربت القطاع الذي يشغل قرابة 3500 شخص في مدينة فاس، سجلت أسعار بيع اللحوم البيضاء في أسواق مدينة فاس والمدن والمراكز المجاورة، ارتفاعا مهولا، حيث ارتفع ثمن الكيلوغرام الواحد إلى ما بين 20 و24 درهما، وثمن البيضة فاق الدرهم الواحد و20، في حين يتحدد سعر الدجاج "البلدي" في حدود 50 درهما للكيلوغرام الواحد، وأكد مصدر في القسم الاقتصادي والاجتماعي في عمالة فاس في اتصال مع "المغرب اليوم" أن ثمة خسائر لحقت في قطاع الدواجن في ضواحي فاس، بسبب الحرارة المفرطة، واعتبر أن كثرة الطلب على الدجاج، بمناسبة الأعراس والحفلات التي تقام خلال هذه الفترة كانت من أسباب ارتفاع ثمنه.