الإمارات تواجه شح مواردها المائية

تسعى الإمارات، التي تعد من أفقر دول العالم بالمياه العذبة، إلى الاستفادة من كل قطرة ماء عبر تقنية تلقيح الغيوم والاستمطار؛ من أجل سد جزء من حاجاتها المائية المتزايدة بسبب النمو الاقتصادي السريع والتدفق الكبير للوافدين الأجانب.

وتنتج الإمارات 14% من المياه المحلاة في العالم، وهي ثاني أكبر منتج للمياه المحلاة بعد السعودية؛ إذ تملك 33 محطة لتحلية المياه تؤمن 42% من حاجاتها وفق تقرير لوزارة المياه والبيئة العام 2013، إلا أن المياه الجوفية ما زالت تشكل 44% من المياه المستخدمة، ما يشكل ضغطًا كبيرًا على المخزونات الوطنية، وتشكل المياه المبتذلة والمعالجة 14% من المياه المستخدمة في البلاد، وذلك لري المساحات الخضراء والحدائق.

وتوجد طائرة تعمل بمحركين مروحيين في مطار مدينة العين الصحراوية، وتقف جاهزة للتحليق في اتجاه الغيوم،  وتنتظر إشارة قد تأتي في أيّة لحظة للانطلاق في مهمة التلقيح؛ إذ تحمل الطائرة عبوات من الأملاح يتم ضخها في الغيوم المحملة بنسب عالية من الرطوبة لزيادة التكثف المائي وتشكيل المطر.

ويبلغ معدل هطول الأمطار في الإمارات في حدود 78 ميليمترًا في العام، مقارنة بـ1220 ميليمترًا في بريطانيا على سبيل المثال، وفق أرقام المصرف الدولي.

ويراقب علماء الطقس الموجودون في أبوظبي تحركات السحب ويعلّمون قادة طائرات التلقيح بالموعد المناسب للتحليق وضخ الأملاح بما يزيد من احتمالات تساقط الأمطار.

وأكد نائب قائد الطيارين في "مركز الأرصاد والزلازل" مارك نيومن: ما إن نرصد تشكلاً للسحب الدافئة المحملة بالرطوبة يرسلوننا في مهمة استطلاع لمحاولة تلقيح الغيوم، والصيف هو موسم الذروة لهذا النوع من النشاط؛ ففي الصيف تتشكل الغيوم فوق سلسلة جبال الحجر في شرق البلاد وسلطنة عمان والتي تشكل حاجزًا يعكس صعودًا يحرك الرياح الدافئة التي تهب من خليج عمان، وليس بالضرورة أن تؤدي كل عملية تلقيح إلى هطول المطر، إلا أن ذلك يحصل على الأرجح.

وأوضح رئيس الأبحاث في "مركز الأرصاد والزلازل" عمر اليزيدي أن كلفة الاستمطار أقل بكثير من تحلية المياه، فإن أمطارًا هطلت خلال 4 أيام في العام 2010 ساهمت في سقوطها عمليات تلقيح للغيوم كان حجمها يوازي 9 أعوام من الإنتاج في محطة تحلية واحدة في أبوظبي، وهذا يدل على أن هناك كميات كبيرة من الأمطار التي يمكن الاستفادة منها... إنه مصدر لا يمكن تجاهله، وهناك دراسات تظهر أن تلقيح الغيوم يمكن أن يزيد كمية الأمطار بما بين 5 و70%، وفق نوعية الغيوم.

وصرَّح رئيس "مركز الأرصاد والزلازل" عبدالله المندوس بأن هناك دراسات يتم إعدادها لبناء مزيد من السدود وحماية مخزون المياه، بهدف توجيه المياه "من الغيوم إلى الخزان مباشرة