ابوظبي – فهد الحوسني
سجل برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور اكتشافاً جديداً في مجال هجرة صقور الشاهين، بعد أن أفادت بيانات التتبع الفضائي بأن أحد صقوره قد تمكن من قطع مسافة تقرب من 12 ألف كيلومتر، متوغلاً إلى أبعد نقطة شمالية لم يسبق رصد وصول هذه الصقور إليها من قبل، وعاد مرة أخرى باتجاه الجنوب حتى فُقد الاتصال به في العراق قبل أكثر من شهرين.
وذكرت هيئة البيئة في أبوظبي أن "الصقر تبرع به للبرنامج في العام الماضي رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان.
وقال المشرف على البرنامج والعضو المنتدب لهيئة البيئة أبوظبي محمد أحمد البواردي، إن "هذا البرنامج يعتبر من الإرث الحي والأعمال الجارية للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقد أصبح الآن من أبرز البرامج الناجحة في الحفاظ على الصقور على المستوى العالمي، وذلك بفضل رعاية رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ودعم ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس إدارة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومتابعة ممثل الحاكم في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة أبوظبي الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان.
وأوضح البواردي أن "هذا الاكتشاف يوفر مؤشرات قوية حول أصول صقور الشاهين المهاجرة عبر المنطقة العربية أو الصقور التي تفضل البقاء هنا خلال موسم الشتاء. كما يمنحنا تصوّراً أفضل حول أوقات الهجرة والمسارات التي تسلكها صقور الشاهين المهاجرة، الأمر الذي يساعدنا على مواصلة تنفيذ برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور بصورة أكثر فعالية.
وحول تفاصيل هذا الاكتشاف، أعلنت هيئة البيئة أبوظبي - الجهة المسؤولة عن إدارة برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور على مدى العقدين الماضيين - عن تلقيها لبيانات جديدة وغير متوقعة من أحد صقور الشاهين الأربعة التي تحمل أجهزة تتبع فضائي تعمل بالطاقة الشمسية، والتي كانت ضمن المجموعة التي تم إطلاقها في براري كازاخستان خلال شهر مايو (أيار) من العام 2014.
وأوضحت الهيئة أنها "نجحت في تتبع مسارات هذا الصقر لمسافة تجاوزت11,974 كم، إذ أشارت البيانات إلى وصوله إلى جزيرة سيفيرني الروسية الشمالية التي تعد جزءً من أرخبيل نوفايا زيمليا، وهي أبعد نقطة شمالية يتم تتبع هجرة هذه الصقور إليها حتى الآن.
وأفادت الهيئة أن "صقر الشاهين تحرك بعد إطلاقه في البراري الشمالية لمدينة أكتاو التي تقع على الساحل الشرقي لبحر قزوين في غرب جمهورية كازاخستان، ليعبر روسيا وصولاً إلى جزيرة سيفيرني، فوق خط العرض الشمالي 73. وبعد مدة، عاد مرة أخرى إلى الجنوب عابراً الأراضي الأوكرانية التي بقي في أجوائها لفترة وجيزة ليتوجه بعدها إلى تركيا وقبرص، ويحط رحاله أخيراً في العراق، وهو المكان التي استقبلت منه آخر إشارة صادرة عن جهاز التتبع في 26 ديسمبر (كانون الأول) من العام 2014، ولا يزال مصير هذا الصقر مجهولاً، إذ لم ترد منه أي بيانات أخرى منذ أكثر من شهرين، ويعزى ذلك إلى احتمال تعرض الصقر للصيد.
وقد كشفت النتائج السابقة لعمليات المراقبة والتتبع عن أن "صقور الشاهين تقطع مسافة تقدر بما بين 14 ألف كم خلال سبعة أشهر، وأكثر من 21 ألف كم على مدى ثلاث سنوات. كما تمت الاستفادة من بيانات التتبع في تعزيز فهم طبيعة حياة هذه الطيور من أجل تحسين نتائج البرنامج وتعزيز نجاحاته. وقد وفرت هذه البيانات معلومات قيمة في الماضي حول أفضل المواقع المناسبة لإطلاق الصقور في البرية لضمان الحصول على أفضل معدلات للبقاء بعد الإطلاق.