الرياض ـ محمد الدوسري
سجّل شهر آب/ أغسطس الماضي أحمالًا تاريخية غير مسبوقة في استهلاك الكهرباء في المملكة العربية السعودية ، حيث قفزت الأحمال الكهربائية الذروية إلى 56.500 ميغا وات، بزيادة 7.7% عن الأحمال الذروية المسجلة خلال صيف العام الماضي، بحسب مركز التحكم للنظام الكهربائي .
واعتبر مختصون أن هذا الرقم الكبير والمتصاعد في الاستهلاك الكهربائي يعد مؤشرًا على الاستهلاك المحلي المتنامي للطاقة، الذي يسير بمعدلات مرتفعة جدًا مقارنة بالكثير من دول العالم.
وبيّن المختصون أن الإحصاءات الرسمية تفيد أن السعودية تتصدر دول العالم في حجم استهلاكها المحلي من الطاقة، حيث يبلغ متوسط استهلاك الفرد فيها ضعف المتوسط العالمي، وبمعدل نمو سنوي يصل إلى أكثر من 5%.
ورغم أن النمو الكبير في الطلب على الطاقة يرجع في بعضه إلى النمو الاقتصادي المتسارع، والنهضة الاقتصادية، والعمرانية في المملكة، وزيادة عدد السكان، إلا أن جزءًا كبيرًا منه يرجع إلى الهدر، وعدم الكفاءة في الاستهلاك، مما شكل عبئًا هائلًا تمثل في التوسع الكبير في إنشاء محطات إنتاج الكهرباء بتكاليف تصل إلى مئات المليارات من الريالات.
وأكدت آخر الإحصاءات أن قطاع المباني يستهلك وحده أكثر من 80% من إجمالي الطاقة الكهربائية المُنتَجة، يُشكّل استهلاك أجهزة التكييف منها نحو 70 %، بنسبة نمو سنوي تصل إلى 12% ، كما أن نحو 70% من المباني في المملكة غير معزولة حراريًا.