انفلونزا الطيور

في أواخر نيسان/أبريل الماضي، أعلن العراق عن ست حالات تفشٍ لفيروس "انفلونزا الطيور اتش5إن1 " ، في أول ظهور للمرض منذ نحو عشر سنوات. ووفق وزارة الزراعة العراقية فإن تفشي المرض تسبب في نفوق نحو 720 ألف طائر، وأن أغلب الحالات كانت في المزارع، ويشمل العدد نفوق 77101 طائر بالفيروس بينما أعدم العدد الباقي كإجراء احترازي. وقد انتشر المرض في منطقتين من محافظتي بغداد وواسط، وتقول وزارة الزراعة إنها "أوشكت على احتواء المرض".

وقال مهدي ضمد القيسي وكيل وزير الزراعة في تصريح صحفي إنه "منذ تفشي المرض استنفرت وزارة الزراعة ممثلة بدائرة البيطرة وبقية الدوائر كل قواها لمواجهة الفايروس". وأوضح أن "الوزارة بدأت كخطوة أولى باحتواء بؤر الاصابة عبر إعدام الدجاج واتلاف البيض في الحقول ضمن اطار مساحة ثلاثة كيلومترات من موقع الاصابة، ومن ثم طمرها طمرًا صحيا".

وأضاف ان "الفرق الصحية تقوم بتعقيم تلك المناطق وتتحرى فيما بعد حالة المنطقة للاطمئنان بأن الفيروس لم يعد موجودا وانه تم القضاء عليه". وأشار إلى أن "هذه العملية مستمرة وانه خلال أيام سيتم القضاء على البؤر التي انتشر فيها المرض"، منوها الى "نقص الوعي لدى بعض المربين للدواجن وعدم تجاوبهم مع إجراءات الوزارة في عملية تطويق المرض".

وأكد القيسي أن "المرض انتشر في منطقتين فقط وهما الصويرة في محافظة واسط وناحية الوحدة في بغداد، لكن لاحتواء المرض كانت الوزارة بحاجة إلى عمل كبير". وقال وكيل الوزارة إن "العراق اتخذ مزيدا من الاجراءات الداخلية احترازا لانتشار الفيروس"، موضحا انه "تم حظر نقل او تسويق الدواجن والبيض ضمن قطر عشرة كيلومترا من منطقتي الاصابة"، مشيرا الى ان "الاجراءات الاحترازية شملت ايضا عدم السماح بتسويق الدواجن والبيض من واسط وبغداد إلى بقية المحافظات".

وتابع ان العراق "شدد اجراءاته في المنافذ الحدودية ونقاط التفتيش الداخلية لتأكيد وجود إجازة استيراد رسمية لكل من يقوم بنقل منتجات الدواجن والبيض في أرجاء البلاد". واشار إلى أن "الاستيراد يتم من بلدان خالية من انفلونزا الطيور، ولذلك يتم التأكد داخليا من أن تكون البضائع قادمة من بلدان نظيفة من الفيروس".

وقال ان "ارشاد المواطن فيما يخص بالجوانب الصحية تقع على عاتق وزارة الصحة، لكن التعليمات الخاصة بالإجراءات الاحترازية فتقوم بها دوائر الزراعة".

وفرض العراق في كانون الأول حظرا على كل واردات الدواجن الطازجة والمجمدة من فرنسا بعد ورود تقارير عن تفش للمرض، ووسع العراق الحظر في كانون الثاني ليشمل 24 دولة منها الصين وجنوب أفريقيا.

ويعود تاريخ أول إصابة بشرية بالفيروس إلى عام 1997 حين انتشر الفيروس في هونغ كونغ، ومنذ عودته للظهور في 2003 و2004 انتشر اتش5إن1 من آسيا إلى أوروبا وأفريقيا مسببا إصابة ملايين الطيور الداجنة ومئات من البشر توفي الكثير منهم.