القاهرة ـ محمد فتحي
القاهرة ـ محمد فتحي
قال أستاذ الموارد المائية والتربة في كلية الزراعة جامعة القاهرة الدكتور نادر نور الدين "إن جولة وزير الخارجية نبيل فهمي إلى تنزانيا والكونغو لم تكن للاتفاق على مشروع توصيل نهر الكونغو بنهر النيل ، كما تناقلت بعض الأنباء ، ولكنها كانت زيارات لتحسين العلاقات في المقام الأول ، وشرح وجهة نظر القاهرة بشأن بعض المغالطات الإثيوبية التي تؤكد أن "سد النهضة" للاستثمار المائي فقط في حين أنه مشروع سياسي لتخزين المياه"، فيما أكد أن فكرة توصيل نهر الكونغو بالنيل يمكن تحقيقها على أرض الواقع لأن العلم لا يعرف المستحيل، ولكن هناك معوقات عدة، أبرزها التكلفة الكبيرة لأن الوصلة من الكونغو حتى السودان تمتد إلى ما يقرب من 460 كيلو متر في قلب الغابات الأفريقية، وتحتاج إلى استثمار ضخم جدًا,إضافة إلى ضرورة موافقة دولتي شمال وجنوب السودان.
وأضاف نور الدين في حديث خاص إلى "العرب اليوم " " إن الزيارة تأتي كرسالة قوية إلى الرئيس غوزيف كابيلا من مصر لتؤكد وقوفها إلى جوار وحدة بلاده وشرعية حكمه في حربه مع المتمردين ، إضافة إلى توجيه الشكر له ، بعد مواقفه الايجابية مع مصر بشأن مشروع "سد النهضة" ,إذ قال "كابيلا "إنه سيمنح مصر ما تشاء من نهر الكونغو ,الذي يجري فيه ما يقرب من 1248 مليار متر مكعب
من المياه ، في الوقت الذي تبلغ فيه حجم المياه في نهر النيل الأبيض والأزرق 84 مليار فقط ,مشددا على اهمية مساندة كابيلا سياسيا لأن تغيير القيادة في الكونغو قد تؤدي إلى تغيير المواقف مع مصر" .
وعن فكرة توصيل نهر الكونغو بالنيل قال نور الدين: يمكن تحقيقها على ارض الواقع لان العلم لا يعرف المستحيل ولكن هناك عدة معوقات، أبرزها التكلفة الكبيرة لان الوصلة من الكونغو حتى السودان تمتد إلى حوالي 460 كيلو متر في قلب الغابات الإفريقية وتحتاج إلى استثمار ضخم جدا ,اضافة إلى ضرورة موافقة دولتي شمال وجنوب السودان ، وهو الأمر الصعب لان الأخيرة بها تعيش ظروفا سياسية غير مستقرة بسبب الحرب الاهلية ، بينما الشمال مختلف مع مصر سياسيا بعد إزاحة الإخوان على الحكم ، كما أن المشروع يتطلب توسيع نهر النيل في السودان لأنه ضيق ولا يتحمل تدفق مياه نهر الكونغو ,وهو ما يكيدنا مبالغ طائلة، واتمني أن تحل أزمة سد النهضة سياسيا حتى لا نلجأ إلى هذا الحل الصعب.
وعن مدى الاستفادة من المشروع في حال إقامة قال أستاذ الموارد المائية : الاستفادة ستكون كبيرة جدا ، والأرقام تؤيد ذلك فنحن نقتسم مع السودان 84 مليار متر مكعب ,وفي حال توصيل النيل بنهر الكونغو سيوفر لنا ما يقرب من 1284 مليار متر مكعب ، أي أكثر من إثيوبيا بما يقرب من 1200 مليار وهو ما يجعل المياه في مصر متوفرة إلى 15 ضعف ، ما يعود علينا بفوائد كبيرة في التنمية وتكون مصر في مصاف الدول المتقدمة زراعيا وصناعيا بفضل فائض الماء ونستطيع أن نعوض تكاليف الوصلة ولكن الكرة ستكون في ملعب السودان .
وعن حلول وبدائل في حال عدم موافقة جنوب السودان على مرور الوصلة في أرضها في ظل علاقتها القوية بإسرائيل ؟قال نور الدين إذا تدخلت إسرائيل وأقنعت جنوب السودان بعدم مرور الوصلة من أراضيها يمكن هندسيا تغيير الوصلة عن طريق أفريقيا الوسطي ثم تشاد ثم ليبيا ومنها إلى بحيرة ناصر مباشرة ولكن لابد من موافقة أفريقيا الوسطى وتشاد وليبيا، وسندفع لهم رسوما على مرور المياه من أرضيهم .
واضاف " أما بشأن التكاليف الاقتصادية فأنها مكلفة للغاية ولكن يمكن تقسيم التكاليف على سنوات طويلة، وتدفع عوائد المشروع أقساط التكاليف هو أفضل من أي مشكلة مياه لمصر" .
وعن الخسائر المحتملة في حال إقامة "سد النهضة" دون وجود بدائل قال نور الدين سيكون خرابا على مصر لأن نقص 74 مليار متر مكعب من حصة مصر سيكلفها خسائر سنوية ما يقرب من 20 مليار دولار في حين ان تكاليف "سد النهضة" قدرت بما يقرب من 8 مليار دولار، مضيفًا " أزمة سد النهضة نتاج طبيعي لإهمال هذا الملف الشائك لسنوات طويلة، والتحركات في الفترة الأخيرة بشأنها جاءت من خارج رئاسة الوزراء ,واعتقد أن الأمور السياسية في مصر عندما تتجه إلى الاستقرار سيكون هناك حلول ايجابية كثيرة".
واختتم نور الدين حديثة مع "العرب اليوم "إن نهر الكونغو يبلغ طوله حوالي 4700 كيلو متر وقوة اندفاع مياه 41700طن من المياه في الثانية الواحدة أي يفوق مياه النيل أكثر من 15 مرة ومياه العذبة تدخل إلى المحيط الأطلسي ,وهناك رجل أعمال مصري تثق فيه الحكومة الكونغولية ولدية مجموعة شركات كبيرة وهو المهندس إبراهيم البيومي ، على استعداد على مساعدة الحكومة المصرية في هذا المشروع لما يمتلكه من علاقات كبيرة مع المسؤولين في الكونغو ولذلك يجب أن نستفاد من رجال الإعمال الشرفاء مثل البيومي .