القرود البرية

كشفت دراسة أجريت مؤخرًا عن مشاهدة القرود البرية تقوم بتكسير شرائح صخرية بطريقة تشبه إلى حد كبير الطريقة التي استخدمها انسان عصور ما قبل التاريخ، وبينما أدرك أسلافنا أنه يمكن استخدام الشرائح الصخرية في عمليات التقشير والتقطيع، فيبدو أن القرود كانت تحاول استخراج المعادن من وراء هذا الأمر، ويسلط الاكتشاف الضوء على كيف أن البشر الأوائل وأسلافهم هم من قاموا أولًا باكتشاف سر استخدام الأدوات الصخرية، كما يزيد الاكتشاف من احتمالية أن بعض الأدوات القديمة التي تعود إلى البشر القدماء صنعتها القرود.


 
وقال الباحث الرئيسي الدكتور توماس بروفيت من جامعة أكسفورد كلية علم الآثار إنه خلال العشرة أعوام الماضية أوضحت الدراسات أن الاستخدام والإنتاج المتعمد للشرائح الحادة ليس بالضرورة يرجع إلى البشر الأوائل الذين ننحدر منهم مباشرة، بل بدلًا من ذلك فقد استخدمت وقام بإنتاجها مجموعة واسعة من الكائنات الشبيهة بالإنسان "الهومينيد".
 
وأضاف بروفيت أنه مع ذلك، فهذه الدراسة تمضي خطوة أبعد في إظهار أن الرئيسيات الحديثة يمكن أن تنتج شرائح أثريه محددة بالميزات التي كنا نظن أنها كانت فريدة من نوعها بالنسبة للهومينيد، ولا يعنى هذا أن المادة الأثرية كانت من صنع الهومينيد، بل تعني زيادة التساؤلات عن الطرق الممكنة التي تطورت بها هذه التقنية قبل صدور النماذج المبكرة منها في السجل الأثري، وكما تخبرنا بما تشبهه هذه التقنية.
 
وتشير الدراسة إلى أن  القرود استخدمت أجزاء الصخور المحطمة كمطارق جديدة، وكشف الفريق أنه من غير الواضح لماذا مارست هذا النشاط، ولكن اقترحوا أنها ربما كانت تحاول استخراج السليلكون المسحوق، الذي يعتبر مادة غذائية مهمة، وذلك يوافق ما نشره بعض العلماء في مجلة الطبيعة أنه بدلًا من ذلك قد تكون محاولة لإزالة الأسطح الخارجية لبعض الأغراض الطبية غير المعروفة، حيث لم يشاهد في أية حالة من الأحوال استخدام القردة لشرائح الصخور كأدوات تقطيع.
 
وقال مايكل هاسلم من جامعة أكسفورد أن فهمنا للتقنية الجديدة التي استخدمها أجدادنا الأوائل تساعدنا في تشكيل رؤيتنا عن تطور البشر، فظهور الأدوات الصخرية الحادة المستخدمة في التقطيع هو أمر مهم جدًا في فهم هذه العملية، والحقيقة أن اكتشافنا بأن القرود يمكنها إنتاج مثل هذه الأدوات لا يلقي الضوء على فهمنا لنظرية التطور فحسب.