برلين - العرب اليوم
في نهاية العصر الجليدي الأخير، كان "الأرخص" هو أكبر الحيوانات آكلة العشب في أوروبا، وكان الحيوان، مع جلده الداكن، وأكتافه الواسعة وقرونه المنحنية، مصدر إلهام متكررًا لرسامي الكهوف في فرنسا في القرن السادس عشر.
منذ فترة طويلة انقرضت حيوانات الأرخص - وكان آخر حيوان معروف منها قد أطلق عليه الرصاص في بولندا في 1627 - ولكن العلماء في مدينة لورش في وسط ألمانيا يريدون الآن إحياء الحيوان العملاق.
وعلى أراضي دير لورش، يجري حاليا تنفيذ مشروع لتكاثر الأرخص وإعادته للحياة، ويحسب رئيس المشروع كلوز كروب أنه خلال 10 إلى 15 عاما، سوف تولد حيوانات «تشبه إلى حد كبير الأرخص».
ويقول كروب إن قطعان حيوانات الأرخص بعاداتها الغذائية، ساعدت على خلق مواقع طبيعية بها ثروة كبيرة من التنوع البيولوجي الذي اختفى الآن من أوروبا تقريبا، ويقدم معرض يستمر حتى السادس من مايو (أيار) تحت عنوان «الأرخص - البحث عن آثار» الحيوانات البرية آكلة النباتات للزوار ويشرح مشروع التكاثر.
وقد استخدمت عظام قديمة لجمع هذه المعلومات. ويقول هيرمان شيفرز، رئيس موقع التراث الثقافي العالمي في لورش: «لقد تم فك شفرة الجينوم»، وتشرح متحدثة باسم وزارة العلوم في ولاية هيسن أن معظم الخصائص الجينية للأرخص يمكن أن توجد في السلالات الحالية من الماشية. ومن خلال التهجين، يمكن تربية أنواع تكون قريبة من الحيوان الضخم آكل العشب.
يقول كروب إن خمس سلالات من الماشية تم استغلالها في المشروع حتى الآن، وهناك قطعان في بلدات لورش وإينهاوسين وبيلفيلد نتجت عن ثيران مختارة وثلاث بقرات مختارة أيضا. وإجمالا، يستخدم نحو 20 حيوانا في المشروع.
وتعترف ريناتي شافبيرغ من جامعة هالي فيتنبرج: «لا يمكننا إحياء سلالات منقرضة». وهذا هو السبب في أن مشروع لورش يحمل اسم «أوريند» بمعنى «الأرخص - الماشية» ويتجنب مصطلح «الأرخص».
وتقول شافبيرغ إن المشكلة الأكبر هي الحجم. في أعلى جزء من ظهورهم، كانت ثيران الأرخص يبلغ ارتفاعها 1.8 متر، كانت خليطا من الأسود والبني، أو الأسود مع شريط لامع من الرقبة إلى الذيل. ويقول كروب: «كانت القرون كبيرة جدا، تتجه إلى الأمام وإلى الداخل». وكانت ألوان الأبقار بنية أو بنية حمراء.