تقنية الترسيب الإشعاعي الكتلي لتحليل الشظايا الأصغر

تمكن باحثون، من خلال جمع عينات من الطلاء لمجموعات الفن الصخري التي تعود إلى مجتمع الصيد وجمع الثمار، من التعرف على أنواع الكربونات في الأصباغ وتاريخها حيث اكتشفوا أنها تعود لأكثر من 5000 سنة – مما يشير إلى أن الرسومات أقدم رسومات مؤرخة مباشرة في المنطقة. وتشتهر المنطقة الجنوبية في أفريقيا بالمجموعة الغنية والرائعة من الفن الصخري التي تركها مجتمع الصيد وجمع الثمار، ولكن بقدر ما تبدو هذه الأعمال مفهومة جيدا، إلا أن تواريخها الدقيقة ليست كذلك.

واستخدم الفريق تقنية تعرف باسم الترسيب الإشعاعي الكتلي، التي تشبه البيانات المشعة التقليدية، ولكنه يحلل الشظايا الأصغر بدلا من القطع الأثرية الكاملة. وجاء في الدراسة التي نشرت في مجلة العصور القديمة:" أن الأبحاث أظهرت على مدى السنوات الأربعين الماضية أن الفن هو الأكثر إنتاجية وشمولا في  شرح التعبير المادي للقوى في طقوس شعب (الشامان) وعلم الكونيات الأوسع، حيث كانت تلك القوى موجودة،  وغالبا في حالات تغيير الوعي "

وقد أثر هذا العمل الفني في العصر الحجري في وقت لاحق على دراسة الفن الصخري في جميع أنحاء العالم. ويوجد هذا الفن الصخري في 14 موقعا في ثلاث مناطق مختلفة في الجنوب الأفريقي، وهي سد ثيون، وبوتسوانا، ووادي فوثياتسانا، وليسوتو ومنطقة ماكلير في جنوب أفريقيا. وقد عرف الخبراء لعدة سنوات، المعاني الكامنة وراء الصور القديمة، ولكن لم يتمكنوا من تحديد متى تم إنشاؤها. وكان أحد هذه التحديات، في تحديد تاريخ الفن الصخري هو من أجل دراسة الرسومات، حيث كان على الباحثين إزالة القطع الكبيرة – التى تؤثر على هذه الرسومات، ومع ذلك، فإن أحدث دراسة تؤخذ نهج أكثر ابتكارا باستخدام مسرع الطيف الكتلي (AMS).


وهذا الأسلوب يعزل الشظايا الصغيرة من القطع الأثرية، مما يسمح للباحثين القيام بدراسة شاملة لهم، وفي نهاية المطاف معرفة المزيد عن ما استخدمه الإنسان القديم لصنع الأعمال الفنية. وجمع الفريق عينات من الطلاء، من كل موقع، بحجم حوالي حول 0.5 مم2 ، والتي تم تحليلها بالمقطع العرضي باستخدام المجهر الضوئي، والمجهر الإلكتروني والمسح المجهري لطاقة التشتت، وسمحت عينات الطلاء لهم بتحديد ما إذا كان من الملائم تحليلها باستخدام الترسيب الإشعاعي ، وتسليط الضوء على تكوين اللوحات.

ويتيح هذا أيضا للباحثين تحديد اللوحات التي تتكون من الكربون، وإذا كانت منشؤها من مواد عضوية قصيرة الأجل بدلا من الفحم - حيث أن الفحم المستخدم يمكن أن يكون أقدم بكثير من اللوحات.  وأخيرا، استخدم الفريق أحدث التقنيات الكيميائية لتنظيف العينات لتجنب التلوث، كما استخدم العلماء "إجراء الحمض القاعدي المحسن" الذي أزال ملوثات الكربون المشع من الصبغات. واكتشف الفريق أن شعب بوشمان استخدم الفحم، ولكنهم وجدوا أيضا السخام والكربون الأسود في الصباغ، وهما المواد التي ساعدتهم في تحديد تاريخ اللوحات. وفي نهاية المطاف، تمكن الفريق من تحديد التواريخ المباشرة الأولى للفن الصخري في جنوب أفريقيا، حيث كانت تشير إلى أن عمرها 5723-4420 سنة قبل الحاضر (ق.ح.(.