لندن - سليم كرم
تشير دراسة حديثة إلى أن البشر ليسوا وحدهم من يستخدمون الإيماءات للإشارة إلى المسافات أو استخدام كلمات مثل "هنا وهناك"، حيث وجد باحثون أن حيوان الشمبانزي أيضا يستخدم هذه الإيماءات، ولكن بدلا من استخدام أذرعته مثل الإنسان يفتح فمه للإشارة إلى الأشياء البعيدة.
وأشار العلماء من معهد " Primate Research" التابع لجامعة كيوتو، إلى أن الشمبانزي يمكنه الإشارة إلى المسافات، حيث اختاروا 8 من الشمبانزي، يعيشون في مركز الأبحاث الرئيسي، وراقبوا قدرتهم على التنقل والإشارة إلى مسافات مختلفة، وفي الاختبار، وضع العلماء قطعة من الموز على طاولتان متباعدتان، قبل مغادرة الغرفة، وبعدها دخل شخص آخر للغرفة، ليتفاعل مع الشامبنزي ويعطيه الموزة في يده خلال 15 ثانية.
في المرة الأولى لم يقترب الشامبنزي من الموزة وانتظر من يحضر له الطعام، وكرر العلماء التجربة نحو عشر مرات، ووضعوا الموزة في مواقع مختلفة حول الطاولة، وأظهرت النتائج أن الشامبنزي كان يشير إلى الموزة مستخدما يديه وفمه، في وجود العنصر البشري، وهي ما يسمى بدراسة التحكم، فكانت الإيماءات نفسها مرتبطة أيضا إلى مدى بعد الموزة عن الشامبنزي، فكلما ارتفعت زادت فتحة الفم، وتشير النتائج إلى أن الشامبنزي عدّل من إيمائته في وجود شخص آخر، وعند التعامل مع الأشياء من مسافات مختلفة.
وكتب الباحثون في دراستهم، التي نشرت في مجلة "Biology Letters"، بقيادة الدكتور كلو غونزيث" أخذ الشامبنزي وجود شخص آخر في الاعتبار وتكييف مع الإشارات بشكل مناسب"، فيما يعتقد الباحثون أن هذه القدرة على التمييز بين المسافات من خلال الإيماءات عند الشامبنزي هي نفسها القدرة التي يستخدمها البشر في الحديث والإشارة إلى المسافات.
ومن المثير للاهتمام، وجد العلماء أنه حين يستخدم البشر كلمة هناك للإشارة إلى شيء بعيد فهم يممدون في استخدام حرف الألف، كما يفتح الشامبنزي فمه بشكل أكبر حين يشير إلى الأشياء البعيدة، وفي الإشارة إلى الأشياء القريبة يستخدم البشر كلمة هنا، دون مد الألف، حيث يكون فم الشامبنزي مفتوح قليلا.