لندن ـ تونس اليوم
اكتشف العلماء نوعا جديدا قويا من المفصليات قادرا على تحمل الحرارة الشديدة فيما يعتقد أنه "أكثر الأماكن سخونة على الكوكب".ووجد العلماء هذه الأنوع الجديدة في صحراء لوط بإيران، وتم تحديدها على أنها قشريات المياه العذبة، وهي تنتمي إلى جنس Phallocryptus. وكان من المعروف سابقا أن أربعة أنواع مماثلة فقط تعيش في مناطق جافة في الغالب.
ووقع الاكتشاف خلال رحلة استكشافية للمنطقة الصحراوية في محاولة لفهم البيئة الصحراوية المتنوعة في لوط والتنوع البيولوجي والجيومورفولوجيا وعلم الأحافير بشكل أفضل. وتؤكد الفحوصات العلمية المفصلة للعينة أنها تنتمي إلى نوع جديد من قشريات المياه العذبة. وأطلق الباحثون على النوع الجديد اسم Phallocryptus fahimii، تكريما لعالم الأحياء الإيراني هادي فهيمي، الذي شارك في رحلة استكشاف في عام 2017 لكنه توفي بعد عام واحد فقط.
ووصف عالم الحشرات في شتوتغارت، وفي متحف الدولة للتاريخ الطبيعي، الدكتوررجائي، والذي وجد الأنواع الجديدة في بحيرة موسمية صغيرة في منطقة جنوب الصحراء، هذا الاكتشاف بأنه "مثير" قائلا: "خلال رحلة استكشافية إلى مكان شديد القسوة، تكون دائما في حالة تأهب، ولا سيما عند العثور على الماء. واكتشاف القشريات في هذه البيئة الحارة والجافة كان مثيرا حقا".
ويختلف Phallocryptus fahimii في كل من هيكله وعلم الوراثة عن جميع الأنواع المماثلة الأخرى. وقال الدكتور شوينتنر، خبير القشريات الأسترالية: "هذه القشريات قادرة على البقاء على قيد الحياة لعقود في الرواسب الجافة وسوف تفقس في موسم الأمطار القادم، عندما يتم إعادة ملء الموائل المائية. إنها مهيأة تماما للعيش في بيئات الصحاري. وقدرتها على البقاء حتى في صحراء لوط تسلط الضوء على مدى مرونتها".
وتعد لوط ثاني أكبر صحراء في إيران، وتبلغ مساحتها 32187 ميلا مربعا (51800 كيلومتر مربع)، ما يجعلها أكبر من سويسرا. وصحراء لوط هي المكان الذي تم فيه تسجيل أعلى درجة حرارة سطح مسجلة على الإطلاق. وباستخدام صور الأقمار الصناعية، أبلغت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن درجة حرارة سطح قياسية بلغت 70.7 درجة مئوية في المنطقة في عام 2006. وارتفعت درجات الحرارة العالية بشكل لا يمكن تصوره مؤخرا إلى 80.3 درجة مئوية.
وتعد تضاريس الصحراء أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع حرارة لوط. ويمكن أن يتراوح متوسط درجات الحرارة من 2.6 درجة مئوية تحت الصفر في الشتاء إلى 50.4 درجة مئوية في الصيف، بينما تسقط الأمطار أقل من 30 ملم كل عام. وعلى الرغم من أن الغطاء النباتي غائب تماما تقريبا، إلا أن صحراء لوط تضم قدرا غنيا من الحياة الحيوانية بشكل مدهش. وبعد هطول الأمطار، تملأ الأحواض غير الدائمة بما في ذلك نهر رود شور. لكن الحياة المائية في لوط ما تزال نادرة للغاية، ما يجعل الاكتشاف الجديد مثيرا للإعجاب بشكل خاص
قد يهمك أيضًا:
قرد يسرق جواز سفر شاب بريطانى قبل زفافه في مشهد مُضحك