واشنطن ـ تونس اليوم
وضع فريق علمي من جامعة شيكاغو الأميركية تصوراً مستقبلياً للتكلفة المجتمعية للتغيرات المناخية، توصلوا خلاله إلى أن كل طن من الكربون ينبعث حالياً، يمكن أن يكلف البشرية بعد آلاف السنين 100 ألف دولار لكل طن. ولم تتجاوز تقديرات التكلفة المجتمعية السابقة التي وضعها معظم العلماء عام 2100، وهو أقل بكثير من آلاف السنين التي تستغرقها التغيرات المناخية من حرق الكربون لتهدأ في النهاية؛ لذلك أراد الفريق البحثي إلقاء نظرة أطول بكثير على هذه المسألة، وجاء تقديرهم الجديد لـ«التكلفة النهائية للكربون»، والذي نُشر في العدد الأخير من مجلة «التغيرات المناخية» أقرب إلى 100 ألف دولار لكل طن من الكربون، وهو رقم أعلى بألف مرة من 100 دولار أو أقل المحسوب للتكلفة التي يتحملها الجيل الحالي. وتوصل نموذج الحساب الجديد الذي وضعه العلماء إلى حقيقة أن «التكاليف النهائية ستكون أعلى ألف مرة من القيمة الحالية المحسوبة بشكل طبيعي؛ لأن تغير المناخ سيستمر ألف مرة أطول مما سيستمر في جيلنا الحالي».
وقال ديفيد آرتشر، عالم المناخ والمؤلف المشارك بالدراسة، في تقرير نشره أول من أمس، الموقع الإلكتروني لجامعة شيكاغو «نظراً لأن تغير المناخ الناتج من احتراق الكربون سيستمر لمئات الآلاف من السنين، فقد شعرنا بأن حسابات التكاليف الحالية، ليست كافية للتحذير من خطورة المشكلة، فهذه الحسابات تجاهلت أن الاقتصاد سينمو باستمرار، بما يعني أن التكاليف التي ستتحقق بعد أكثر من مائة عام يمكن أن تتضاعف»، مضيفاً «على سبيل المثال، يتفق الخبراء على أنه بحلول عام 2100 سوف يرتفع مستوى سطح البحر على الأقل قدماً في جميع أنحاء العالم، حتى لو توقفنا عن انبعاث الكربون الآن؛ لكن وفقاً للمعايير الجيولوجية، هذا مجرد سيناريو قصير المدى، حيث تستغرق الصفائح الجليدية وقتاً طويلاً جداً لتستقر في حالة توازن؛ لذا فإن ما نفعله اليوم قد يتسبب في ارتفاع المستوى إلى 160 قدماً بعد آلاف السنين».
وبناءً على هذا النموذج وغيره مما تم طرحه في الدراسة، خلص الباحثون إلى أن تكلفة الكربون الذي نحرقه اليوم، وتتراوح من ألف دولار إلى 750 ألف دولار للطن، ستصل بناءً على تفاصيل السيناريوهات الجيوفيزيائية والاقتصادية، إلى قيمة مركزية تبلغ نحو 100 ألف دولار للطن، وهو رقم مذهل. ويقول آرتشر «هذا يعني أن التكاليف النهائية أعلى ألف مرة من القيمة الحالية المحسوبة بشكل طبيعي لهذه التكاليف لأن تغير المناخ سيستمر ألف مرة أطول مما سيستمر جيلنا».
قد يهمك ايضا