الدلافين

يناقش كتاب "صوت في المحيط" لسوزان كاسي المستوى العالي لذكاء الدلافين والوعي الجماعي لهذه الحيوانات، حيث انطلقت في دراستها من العلاقة الرائعة التي تربط الدلافين بالبشر في محاولة منها لإثبات امتلاكها لوعي جماعي.
ويستند الكتاب في بحثه عن العقل الجماعي للدلافين، على التطور الذي حصل لأدمغة هذه الحيوانات على مدار الـ 50 مليون عام الماضية، ففي الوقت التي تقلصت فيها أحجامها وأصبحت أسنانها أصغر وتطورت حاسة السمع لديها، ازداد وتوسع حجم أدمغتها.
ويعتبر الجهاز الحُوفي في دماغ الدلافين هو المسؤول عن العواطف كما هو الحال في العقول البشرية، بالإضافة إلى الحاجة الاجتماعية لهذه الحيوانات الذكية التي تعيش في مجموعات وزمر اجتماعية تمامًا كالبشر.

وتستطيع الدلافين التعرف على نفسها في المرأة كما أنها تشعر بالتعاطف والحب والكره تمامًا كما الإنسان، وسبق أن تم تدريسهم الحروف الأبجدية.

وتشير كاسي في كتابها إلى علاقة الدلافين بالإنسان، فبالرغم من المخاطر التي تتبع تقرب هذه الحيوانات من الصيادين مثلًا، إلا أنها دائمًا ما تبحث عنهم وتسبح بالقرب من قواربهم الصغيرة في محاولة للتقرب منهم والحصول على مداعبتهم، وتستعرض مجموعة من الحكايات عن الدلافين التي تحاول إنقاذ أشخاص تقطعت بهم السبل في عرض البحر وأنقذتهم من موت محقق.
وأوضح عالم الأعصاب لوري مارينو، أن التطور الفريد من نوعه الذي حصل للدلافين يظهر أنها تعبّر عن مشاعرها بطريقة مميزة، وأن هذه المخلوقات التي تنتمي إلى عائلة الثدييات تكيفت مع نوعية تواصل غير مسبوقة في مملكة الحيوانات.

وأضاف أن السلوك العام للدلافين يمكن أن لا يكون علامة على وجود العقل الجمعي أو التخاطر، وإنما مستوى أعلى بكثير من الذكاء الاجتماعي مقارنة مع الحيوانات الأخرى.

وخلصت دراسة حديثة نشرها عالم الأعصاب بول مانجر من جامعة "ويتواترسراند" في جنوب أفريقيا حول سلوك الدلافين، إلى أن فكرة الذكاء الاستثنائي للدلافين ما هي إلا خرافة، وأن الدلافين نادرًا ما تحاول الفرار عند وقوعها في شبكات الصيادين مثلًا.
وطرحت فكرة الوعي الجماعي للحيوانات منذ وقت طويل، ونوقشت هذه الفكرة في العصر الحديث على مدى قرن من الزمان بين العديد من علماء الحيوانات والأعصاب الذين قرروا أن بعض الأنواع طورت نموذجًا يشبه بشكل غير صريح الوعي الجماعي، ويتفاوت من حيوان إلى آخر.