محطة الشيخ زايد للطاقة الشمسية في موريتانيا
نواكشوط ـ محمد أعبيدي شريف
أكد ممثل حاكم أبوظبي الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان ، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تولي اهتماما كبيرا لدعم مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان النامية.
وقال خلال حفل تدشين «»، بحضور فخامة محمد
ولد عبدالعزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية إن افتتاح المحطة يسلط الضوء على أهمية النهوض بقطاع الطاقة المتجددة كأداة أساسية لدعم التنمية الشاملة والمستدامة في إفريقيا.
وأشار إلى أن اهتمام الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومتابعته الدؤوبة وراء إنجاز هذه المحطة في فترة قياسية تبلغ أربعة أشهر فقط وأعرب عن سروره بتطوير هذه المحطة مع الأشقاء في موريتانيا متمنيا لهم دوام التقدم والازدهار.
وأضاف الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان أن مبادرات ومساهمات دولة الإمارات في دعم الدول الشقيقة هو امتداد لنهج أرساه المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويقوم على أساس المودة والاحترام وبناء وتعزيز جسور الصداقة والتعاون.
وأشار إلى أن زيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان إلى موريتانيا قبل نحو أربعين عاما هي اللبنة الأولى التي أرست أسس العلاقات الأخوية المميزة التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وموريتانيا.
الازدهار الاقتصادي
من جانبه، قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز خلال افتتاح المحطة «يمثل الحصول على الطاقة مطلبا أساسيا للازدهار الاقتصادي والاجتماعي. ولا شك بأن الوصول إلى الطاقة من خلال مصادر مستدامة سيضمن لأبناء شعبنا الحصول على الخدمات الأساسية ويمهد الطريق أمام تطوير بنيتنا التحتية وتحقيق التنمية الاقتصادية على المدى البعيد. ويسرنا كثيرا أن ندخل في هذه الشراكة الناجحة مع دولة الإمارات العربية المتحدة و»مصدر» لافتتاح أكبر محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في إفريقيا وكلنا ثقة بأن المحطة الجديدة سيكون لها دور بالغ الأهمية في تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة في موريتانيا».
وتابع قائلا: «إن أهمية هذه المحطة لا تقتصر فقط على إمداد الشبكة بالطاقة الكهربائية التي يحتاج إليها شعبنا بل إنها تؤكد أيضا على أن الطاقة المتجددة يمكن أن تلعب دورا رئيسيا في تطور بلدنا.
وقال إن دولة الإمارات تحرص دائما على توظيف كل الموارد والخبرات اللازمة من أجل تحسين سبل الوصول إلى الطاقة من خلال تقنيات الطاقة المتجددة وهذا يعكس الرؤية بعيدة المدى للقيادة الإماراتية الحكيمة بشأن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المستدامة».
وتولت «مصدر»، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة» تنفيذ محطة الطاقة الشمسية في العاصمة الموريتانية نواكشوط والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 15 ميغاواط وتعد أكبر محطة للطاقة الشمسية بتقنية الخلايا الكهروضوئية في إفريقيا.
وبلغت تكلفة المشروع 117,5 مليون درهم «31,99 مليون دولار» وتمثل المحطة 10٪ من إجمالي قدرة شبكة الكهرباء في موريتانيا وسوف تسهم في تفادي إطلاق 21,225 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
وشهد حفل التدشين الرسمي كل معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»، وسعادة عبدالله محمد التكاوي سفير الدولة في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وسعادة حمد راشد النعيمي مدير أعمال سمو ممثل حاكم أبوظبي. ومن الجانب الموريتاني السيد مولاي ولد محمد الأغظف الوزير الأول، والسيد الطالب ولد عبدي فال وزير البترول والطاقة والمعادن، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين في موريتانيا وحشد من المهتمين والمدعوين.
وشهد الحدث عرض مادة فيلمية تضمنت لمحة عن تاريخ العلاقات بين البلدين والدور التنموي لدولة الإمارات العربية المتحدة وأهمية قطاع الطاقة المتجددة.
ثم ألقى وزير البترول والطاقة والمعادن في موريتانيا السيد الطالب ولد عبدي فال كلمة تحدث فيها عن الدور المهم للطاقة الشمسية في تعزيز التنمية المستدامة وتسهيل وصول خدمات الطاقة لعدد أكبر من الناس.
مسيرة التعاون
وألقى الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر» كلمة خلال الحفل قال فيها «نجتمع هنا اليوم لنكتب فصلا جديدا في مسيرة التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الموريتانية وذلك من خلال التدشين الرسمي لمحطة الشيخ زايد للطاقة الشمسية في موريتانيا».
وأضاف «العمل بالمشروع انطلق قبل نحو أربعة أشهر، وبذلت «مصدر» جهودا حثيثة ليتم إنجازه بإتقان وذلك بفضل التوجيهات السديدة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والمتابعة الدقيقة من قبل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي أكد أن يكون التنفيذ وفق أفضل المواصفات العالمية.
وأوضح الأهمية التي توليها الإمارات العربية المتحدة لقطاع الطاقة قائلا «إن قيادتنا الحكيمة في دولة الإمارات تنظر إلى الطاقة باعتبارها من أهم المكونات الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف أنه لضمان أمن الطاقة قامت أبوظبي بتأسيس «مصدر» قبل نحو سبع سنوات وفق رؤية استراتيجية تهدف إلى بناء قطاع جديد للطاقة المتجددة بما يسهم في تنويع الاقتصاد والانتقال به من الاعتماد على الموارد الطبيعية إلى اقتصاد متنوع قائم على المعرفة» مبينا أن تأسيس «مصدر» كان جزءا من استراتيجية متكاملة شملت استضافة أبوظبي للمقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة التي تجسد التزام المجتمع الدولي بتعزيز وتسريع انتشار حلول الطاقة المتجددة لاسيما في البلدان النامية. وتطرق الرئيس التنفيذي لـ «مصدر» إلى العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات وموريتانيا، والتي تعود إلى نحو أربعين عاما، حين قام القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بأول زيارة إلى نواكشوط. ومنذ ذلك الحين استمرت هذه العلاقات بالنمو والازدهار في إطار من المودة والاحترام المتبادلين.
وأوضح أن هناك العديد من الشواهد في موريتانيا على التعاون الوثيق بين البلدين الشقيقين بما في ذلك المشاريع التنموية في مجالات الصناعة والزراعة والمواصلات، إضافة إلى مسجد ومستشفى الشيخ زايد.
وقال الجابر «إيمانا من القيادة الحكيمة لدولة الإمارات بأهمية تعزيز جسور التعاون فإننا نشهد اليوم امتداد هذه الروابط التاريخية مع موريتانيا لتشمل قطاع الطاقة، وذلك من خلال افتتاح محطة الشيخ زايد للطاقة الشمسية في موريتانيا». وأعرب عن أمله بأن يكون هذا الحدث نقطة البداية لاستثمار القدرات الكبيرة لموريتانيا، والتي تتيح لها أن تكون من أهم المراكز العالمية لتوليد الطاقة المتجددة وتصديرها. موضحا أن تحقيق ذلك يتطلب بناء رأس المال البشري المتخصص.
نقل المعرفة
وقال الجابر «انطلاقا من تركيز «مصدر» أن تعود مشاريعها بفوائد على المجتمع، فقد حرصنا أن يسهم المشروع في نقل المعرفة، وذلك من خلال مشاركة الكوادر الموريتانية في تشييد المحطة وإدارتها وتشغيلها».
وتوجه الرئيس التنفيذي لـ «مصدر» بالشكر إلى الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان لتفضله بالمشاركة في الحدث، كما شكر كافة الجهات الموريتانية والإماراتية التي عملت على إنجاز هذا المشروع بنجاح.
وقال «منذ ما يزيد على أربعين عاما وبفضل السياسة الحكيمة لقيادتنا الرشيدة التزمت دولة الإمارات العربية المتحدة بمساعدة البلدان النامية على الاستفادة من إمكاناتها الاقتصادية. وإن مساعي دولة الإمارات لتمكين الدول من تحقيق تطلعاتها بشأن تطوير بنية تحتية وتأمين الطاقة بتكلفة ملائمة قد أتاحت لنا إيجاد سبل جديدة لمساعدة المجتمع الدولي على تحقيق أهداف التنمية المستدامة».
وأضاف «من خلال هذا المشروع وغيره تؤكد «مصدر» التزامها بتحسين إمكانية الحصول على الطاقة والاستفادة من خدماتها فضلا عن تأكيد الدور المهم للطاقة المتجددة كأداة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية».
وقال «إن الإمكانات التي توفرها الطاقة المتجددة تؤهلها لتكون أحد المكونات الأساسية لمزيج الطاقة في الدول النامية التي لا تستطيع تأمين احتياجاتها من الطاقة عبر مصادر تقليدية وفي حين تشير التوقعات إلى أن الطلب على الطاقة سيتضاعف بحلول عام 2030 ، فنحن واثقون بأن الطاقة المتجددة سيكون لها دور مهم، وخاصة في الدول التي تشهد نموا متسارعا في الطلب بالمقارنة مع حجم العرض».
بعدها قام الرئيس الموريتاني والشيخ سعيد بن زايد آل نهيان بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمشروع وتم التقاط الصور التذكارية. وأعقب الحدث إقامة مؤتمر صحفي شارك فيه وزير الطاقة والبترول والمعادن الموريتاني والرئيس التنفيذي لـ«مصدر» ونائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
وتنعم موريتانيا بموارد غنية من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ما يتيح لها تأمين جزء كبير من الطاقة الكهربائية عبر مصادر نظيفة ومستدامة وموثوقة ولا سيما طاقة الرياح التي تعادل وحدها تقريبا أربعة أضعاف الطلب السنوي على الطاقة في البلاد.
وكان الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي قد وصل الى العاصمة الموريتانية نواكشوط في وقت سابق الخميس وكان في استقباله لدى وصوله مطار نواكشوط الدولي السيد مولاي ولد محمد الأغظف الوزير الأول وعدد من كبار المسؤولين في موريتانيا حيث غادرها سموه بعد حضوره حفل افتتاح محطة الشيخ زايد للطاقة الشمسية في موريتانيا