الكويت ـ العرب اليوم
أكّد الباحث في برنامج التنوع البيولوجي للنظم البيئية والصحراوية في معهد "الكويت للأبحاث العلمية" الدكتور هاني الزلزلة في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، أهمية زيادة التشجير ونشر المسطحات الخضراء على طريق تحقيق أهداف خطة التخضير في البلاد وتحسين البيئة وتوازنها ورفع مستوى الحياة الحضرية ككل.
وأوضح الزلزلة، أنّ التشجير بمنزلة الرئة للبيئة الحضرية ويعكس رقي الدول ومدى اهتمامها بتخضير بيئاتها المدنية. وتابع الزلزلة، أنّ اهتمام الكويت بالقطاع الزراعي والدعم المستمر للبحوث العلمية التي تقدمها المؤسسات العلمية الكويتية أدي إلى تطوير الزراعة بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة برغم الظروف المناخية والمعوقات البيئية في البلاد.
وأشار الزلزلة إلى، أنّ تطبيق أسس وضوابط التشجير يحتاج إلى الاختيار المناسب لأنواع الأشجار والتأكّد من ترك مسافات مناسبة بينها وعدم زراعتها بجوار المباني مع اختيار أشجار ذات جذور عميقة واحتياجها لأقل متابعة ممكنة.
ولفت إلى، أن معهد الأبحاث رائد في إجراء أبحاث ودراسات عدة تستهدف تطوير وتحسين الزراعة في البلاد وقد أعطاها أولوية قصوى وسعى إلى دراسة المشاكل الأساسية التي تفرضها الظروف البيئية القاسية على النشاط الزراعي للبلاد وإيجاد الحلول المناسبة للتغلب عليها. مشيرًا إلى أنّ المعهد قدم دراسات لتحقيق التنمية الزراعية وسعى كذلك إلى إدخال التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في المجالات الزراعية المختلفة ونفد الكثير من الدراسات البحثية التطويرية لمصلحة العديد من المؤسسات الوطنية والإقليمية والعالمية من خلال الخبراء والكوادر الوطنية.
وأشار الزلزلة إلى، أنّ ما شهده القطاع الزراعي من تأثير للأبحاث العلمية على المردود الزراعي تمثل في زيادة الرقعة الخضراء في الكويت وتعدد المنتجات في وقت أثبتت بعض الأبحاث والدراسات أن الزراعة يمكن أن يكون لها مردود اقتصادي ومنفعة للدولة. مؤكّدًا أنّ الأبحاث التي يكون لها مردود اقتصادي تتمثل في تطبيق تقنيات في مجال استصلاح التربة واستخدام الطرق الحديثة للري ومعاملات التسميد والبيوت الزراعية المحمية والزراعة المستدامة في مجال التخضير، وأنّ الزراعة في الكويت نجحت في معظم المحاصيل تحت ظروف ملائمة يمكن التحكم بها وحمايتها من العوامل الجوية من خلال الزراعة المحمية في البيوت الزراعية كالورقيات ونباتات الزينة.
وبين الزلزلة، أنّ الهدف من ذلك يتمثل في إنتاج محصول طوال العام بغض النظر عن الظروف الجوية الخارجية حيث تزداد الحاجة إليها في المناطق ذات الحرارة المرتفعة وشديدة البرودة التي يصعب إنتاج الخضار فيها ويتميز المعهد بباع طويل في هذا المجال.
ولفت الزلزلة إلى، أن التجارب أظهرت أن الزراعة دون تربة في المعهد هي الأنسب للتخلص من المشكلات المتعلقة بجودة التربة أو خصوبتها وما إذا كانت مناسبة للإنتاج الزراعي مثل توفير ظروف الإنتاج المناسب للمناطق قلية للموارد المائية وفقيرة بالمواد العضوية.
ونزه الزلزلة، انه من خلال التطبيقات العملية في الكويت كان إنتاج المحاصيل المختارة جيدًا كما ساعد نظام الزراعة دون تربة في توفير مياه الري المستخدمة مشيرًا إلى أنّ الزراعة دون تربة إحدى الطرق والتقنيات المهمة لمستقبل الإنتاج الزراعي في المناطق الصحراوية.
وذكر الزلزلة، أنّ المعهد حريص على وجود التنوع البيولوجي وإدخال أصناف جديدة للنباتات الممكن استخدامها في مشاريع التخضير والتحريج، كما سعى إلى تطوير الزراعة التجميلية من خلال عمل دراسات ومشاريع بحثية عديدة للزراعات والأشجار المعمرة المختلفة.
وأشار إلى أنّ أشجار من بيئات مشابهة قام المعهد بدراستها بغية توطينها في الكويت مثل (المسكيت والاكاسيا وباركنسونيا والسدر) وهي ذات مردود بيئي وجمالي وتمت متابعتها بدأب في الأعوام الأخيرة.