أهوار العراق

أعلن المركز الإنمائي للطاقة والمياه، الاثنين، أن الأهوار تشهد "كارثة جفاف" أسوأ مما كانت عليه قبل شهر آب/اغسطس الماضي، بسبب عدم تنفيذ قرارات وتوصيات وزارة "الموارد المائية"، فيما دعا الوزارة إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وأشار رئيس المركز ليث شبر في بيان صحافي ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، إن "وزارة "الموارد المائية"، ورغم كل التوصيات والحملات التي تقدمها وتقودها منظمات المجتمع المدني لإحياء الأهوار، فإن هذه الوزارة لم تلتزم بالحصص المائية الدنيا التي أقرتها لجانها ومؤسساتها الحكومية".

وأضاف شبر، "اليوم نحن أمام كارثة أسوأ مما كانت قبل 23 آب/اغسطس 2015 بسبب عدم تنفيذ القرارات والتوصيات التي تم قبولها رغم أنها لا تمثل سوى حل ضئيل للجفاف الذي أصاب المنطقة"، مشيرًا إلى أن "هذه القرارات الوزارية تتخذ من دون اشعار للسكان المحليين أو توعيتهم بأسبابها أو الظروف التي دعت الوزارة لاتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية التي بدأت تظهر أثارها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على نحو كارثي".
ودعا شبر الوزارة والمؤسسات الحكومية إلى "اتخاذ الاجراءات العاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وعدم إهمال هذه المنطقة التي تؤثر على حياة خمسة ملايين مواطن عراقي".

وحذر تقرير أميركي، الثلاثاء (1أيلول/سبتمبر 2015)، من أن مناطق الأهوار العراقية تعيش أزمة بيئية بدأت تتطور الى أزمة إنسانية، وفيما عزا سبب الأزمة الى الحروب والجفاف الذي امتد لعقدين من الزمن، أكد أن الكثير من سكان الأهوار غادروها بحثًا عن مصادر مياه.
وأكدت لجنة إنعاش الأهوار في مجلس محافظة ذي قار، في (16 آب/اغسطس 2015)، أن أغلب مناطق أهوار المحافظة أصبحت شبه منكوبة، فيما اتهمت وزارة "الموارد المائية" بعدم الإيفاء بالتزاماتها تجاه معاناة سكان تلك المناطق.
 
يذكر أن مناطق الأهوار في العراق تغطي مساحات شاسعة من محافظات البصرة وميسان وذي قار تقدر بنحو 8635 كم2، وهي تزخر بالأسماك النهرية والكثير من الأحياء المائية الأخرى مثل الروبيان (الجمبري)، إضافة الى أنواع مختلفة من النباتات، أهمها القصب والبردي، ونتيجة لاعتدال مناخها تقصدها مئات آلاف الطيور المهاجرة التي تستقر وتتكاثر فيها خلال فصل الشتاء، ومع بداية فصل الصيف تعود تلك الطيور الى مواطنها الأصلية في الدول الاسكندنافية وكازاخستان وروسيا والصين ضمن هجرات كبرى تمتد أحيانا عبر القارات.